تراجع الدولار أمام الدينار التونسي بنسبة 4.8٪، وفقا لآخر المؤشرات التي نشرها البنك المركزي التونسي يوم أمس الاثنين 28 أفريل. ووفقا لأرقام مؤسسة الاصدار، فإن قيمة الدولار حاليا تبلغ 2.99 دينار مقابل 3.14 دينار في العام السابق.
وفي هذا الصدد، انخفض سعر صرف الدولار بشكل حاد منذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيادة التعريفات الجمركية على أكثر من 185 دولة حول العالم. وعلى هذا الاساس، أدت السياسات التجارية والاقتصادية التي اتبعتها إدارة ترامب إلى فقدان الثقة في آفاق الاقتصاد الأمريكي، مما دفع بعض الدول إلى البحث عن بدائل للدولار.
التوترات في الأسواق المالية
شجعت سياسات ترامب على انخفاض قيمة الدولار، خاصة مقابل اليورو والين الياباني، في سياق أدى فيه الإعلان عن التعريفات الجمركية إلى خلق مناخ من عدم اليقين لبعض الفاعلين الاقتصاديين في الأسواق المالية العالمية.
ومن هذا المنظور، سيكون لانخفاض الدولار تأثير إيجابي على الاقتصاد التونسي مع انخفاض تكلفة استيراد بعض السلع لا سيما الطاقية والغذائية الأساسية بالتوازي مع انخفاض طفيف في خدمة الدين الخارجي وتحسن صافي الأصول بالعملة الأجنبية على المدى القصير.
ويعد هذا المعطى مفيدا لتونس التي تدفع ثمن وارداتها من المحروقات بالدولار، مما سيقلل من عجز الميزانية والمدفوعات الخارجية بشكل عام.
استمرار المنحى التنازلي
على عكس ما اعتقده البعض، سيستمر هذا الاتجاه الهبوطي ويبدو أن الإدارة الأمريكية تريد عمدا خفض سعر صرف الدولار لتعزيز الصادرات وتحسين القدرة التنافسية للاقتصاد الأمريكي.
وتجدر الإشارة إلى أنه منذ بداية أفريل، كانت الأسواق المالية الدولية تعيش مع تقلبات تفاقمت بسبب الإعلان عن التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة، خاصة ضد الصين. وأدى الصراع التجاري إلى إضعاف ثقة المستثمرين في الأصول الأمريكية، في إطار توجه واضح نحو أوروبا، كما أدى الامر إلى ضعف الدولار لفائدة الملاذات الآمنة مثل الذهب.
في هذا السياق المتقلب، من الواضح أن اتباع نهج حذر مع تعرض محدود للأسهم الأمريكية وتفضيل الأصول الأوروبية، مع الحفاظ على الانتباه من التخفيف المحتمل لسياسات التسعير هي عوامل يمكن ان تشكل سياسة قد تكون دائمة لعدد مهم من المستثمرين في العالم.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات