كشفت مذكرة داخلية حصلت عليها وكالة “رويترز” أن وزارة الدفاع الأمريكية تستعد لإطلاق إجراءات طرد مستهدفة للجنود المتحولين جنسيًا الذين لا يزالون في الخدمة الفعلية، وذلك ابتداءً من 6 جوان المقبل، تنفيذًا لتوجيه رسمي وقّعه وزير الدفاع بيت هيغسيث.
ويأتي هذا القرار بعد الضوء الأخضر الذي منحته المحكمة العليا الأمريكية، والذي أتاح دخول مرسوم الرئيس دونالد ترامب حيّز التنفيذ، مانعًا الأشخاص المتحولين جنسيًا من الخدمة في الجيش، طالما لم يُبتّ بعد في الطعون القضائية المقدمة. ولم يصدر أي تعليق من الوزارة على طلبات رويترز للتوضيح.
إنذار موجه للجنود المتحولين جنسيًا
بحسب ما ورد في المذكرة، فإن الجنود المتحولين جنسيًا الذين ما زالوا في الخدمة، ويُقدّر عددهم بحوالي ألف شخص، أمامهم مهلة حتى 6 جوان 2025 لتقديم استقالتهم طوعًا عبر ما يسمى بـ”الفصل الإداري”. وبعد انقضاء هذا الأجل، سيتم التعرف على من لم يمتثلوا واتخاذ إجراءات طردهم. أما بالنسبة لأفراد الاحتياط، فقد حُدّد آخر أجل لهم في 7 جويلية.
وفي الوثيقة ذاتها، أكد وزير الدفاع بيت هيغسيث أن “الهوية الجندرية للجنود المتحولين تتعارض مع متطلبات حياة عسكرية منضبطة ومثالية، حتى في المجال الخاص”، واصفًا إياها بعنصر مضرّ بتماسك الوحدات العسكرية وجاهزيتها القتالية.
سياسة تثير جدلًا واسعًا
يندرج هذا التوجيه ضمن سلسلة قرارات اتخذها الرئيس دونالد ترامب منذ بداية ولايته الثانية في جانفي، والتي اتسمت بتشديد واضح تجاه حقوق الأقليات الجنسية، خصوصًا داخل مؤسسات الدولة الفيدرالية.
وقد عبّر العديد من الأطراف عن رفضهم لهذا التوجه، من بينهم قضاة فيدراليون، مثل قاضي مدينة تاكوما بولاية واشنطن، الذي أصدر حكمًا لصالح جنود متحولين طعنوا في القرار. واعتبر هؤلاء أن القرار يمسّ بكرامتهم بشكل خطير، ويشكل تمييزًا واضحًا، فضلًا عن المخاوف التي يثيرها بشأن تداعيات لا رجعة فيها على مسيرتهم المهنية وسمعتهم.
وهكذا، وبينما تزداد حدة الانقسام داخل المجتمع الأمريكي، تثير عملية الإقصاء المنهجية هذه للجنود المتحولين قلقًا متزايدًا بشأن مدى احترام مبدأ المساواة داخل المؤسسة العسكرية.
ورغم امتثال وزارة الدفاع للتوجيهات السياسية الجديدة، فإن الجدل القانوني والاجتماعي حول مسألة الهوية الجندرية في الجيش الأمريكي يبدو بعيدًا عن نهايته.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
