سجّلت الصادرات الصينية نحو الولايات المتحدة تراجعًا ملحوظًا خلال شهر أفريل، حيث انخفضت بنسبة 17,6٪ مقارنة بشهر مارس، وذلك وفقًا للبيانات الصادرة صباح الجمعة عن الإدارة العامة للجمارك في الصين. ويأتي هذا التراجع في سياق تصاعد التوترات التجارية بين بكين وواشنطن، بينما تستعد القوتان الاقتصاديتان لاستئناف جولة جديدة من المحادثات يومي 10 و11 ماي في جنيف.
وبحسب المعطيات الرسمية، بلغت قيمة الصادرات الصينية نحو السوق الأمريكية 33,0 مليار دولار (حوالي 29,4 مليار يورو) خلال أفريل، مقارنة بـ40,1 مليار دولار (نحو 35,7 مليار يورو) في مارس. ويمثّل هذا الانخفاض أحد أبرز التراجعات الشهرية منذ انطلاق مرحلة التعافي بعد جائحة كوفيد-19.
واشنطن تعيد إشعال فتيل الحرب التجارية
منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في جانفي، استأنفت الإدارة الأمريكية سياسة تجارية هجومية تجاه الصين. وقد تم فرض حزم جديدة من الرسوم الجمركية الإضافية على السلع الصينية، مما رفع معدل الرسوم الجمركية الإجمالية إلى 145٪ في المتوسط، لتصل إلى 245٪ على بعض المنتجات المحددة.
واستهدفت هذه الإجراءات بالأساس قطاعات التكنولوجيا والبطاريات وأشباه الموصلات وصناعة السيارات. وردًا على ذلك، فرضت بكين رسومًا جمركية مماثلة بنسبة 125٪ على المنتجات الأمريكية، إلى جانب إجراءات موجّهة ضد بعض الشركات الأمريكية العاملة في الصين.
حركية عامة تبقى إيجابية بالنسبة للصين
رغم التراجع الحاد في المبادلات مع الولايات المتحدة، أظهرت الصادرات الصينية في مجملها أداءً أفضل من المتوقع. ووفقًا للبيانات التي نُشرت يوم الجمعة، فقد ارتفعت الصادرات الإجمالية بنسبة 8,1٪ خلال أفريل مقارنة بالشهر نفسه من السنة الماضية، متجاوزة بكثير تقديرات محللي بلومبيرغ الذين توقعوا نموًا لا يتجاوز 2٪.
ويُعزى هذا الانتعاش أساسًا إلى ارتفاع الطلب من دول جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، وهي أسواق أقل تأثرًا بالحرب الجمركية بين الصين والولايات المتحدة.
وبينما تقترب المحادثات الثنائية المقررة في جنيف، يسلّط تراجع الصادرات الصينية نحو الولايات المتحدة الضوء على هشاشة العلاقات التجارية بين العملاقين الاقتصاديين، وعلى التأثير المباشر للتوترات الجيوسياسية في حركة الاقتصاد العالمي.
وإن كانت الصين تبدو قادرة على التخفيف من وطأة الصدمة بفضل تنويع شركائها التجاريين، فإن إعادة إشعال الحرب التجارية من قبل إدارة ترامب قد يعيد تشكيل خارطة التوازنات التجارية العالمية في الأشهر القادمة.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
