في خطوة تاريخية لتونس وإفريقيا، تمّ الإعلان رسميًا عن ترشيح الوطن القبلي لنيل لقب “المنطقة العالمية لفن الطهي لسنة 2028″، وذلك يوم 18 جوان 2025، خلال الجلسة العامة الثانية عشرة والمنتدى الاستشاري السادس والثلاثين للمعهد الدولي لفن الطهي والثقافة والفنون والسياحة (IGCAT). وبذلك تصبح هذه المنطقة أول مرشح إفريقي ينضم إلى منصة “المناطق العالمية لفن الطهي”، وثاني مرشح من شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
ويعكس هذا الترشيح التقدير المتزايد للثراء والتنوّع الذي تتميز به المأكولات التونسية، ويعزز مكانة الوطن القبلي، الواقع في شمال شرق البلاد، كمنطقة ذات أهمية عالمية في مجال التراث الغذائي والثقافي.
دعم واسع من القطاعين العام والخاص
لقي هذا الترشيح ترحيبًا واسعًا من قبل شخصيات ومؤسسات وطنية ودولية. وصرّحت الدكتورة ديان دود، رئيسة معهد IGCAT، بأن “التقاليد الغذائية الفريدة والمناظر الزراعية الغنية والتراث الثقافي للوطن القبلي تجعل منه مرشحًا ملهمًا بحق”.
من جهتها، عبّرت لمياء التميمي، الشريكة المؤسسة لمنصة “سوى – نكهة تونس”، وهي المبادرة التي قدّمت ملف الترشيح، عن فخرها قائلة: “نحن فخورون برؤية القطاعين العام والخاص متحدين من أجل إبراز الوطن القبلي على الساحة الدولية”.
أما وحيد بن فرج، المندوب الجهوي للسياحة بنابل-الحمامات، فقد أكد على القيمة المضافة للمنطقة التي تجمع بين السياحة الثقافية والاستجمام البحري وفن الطهي المحلي.
من جانبها، أشادت إيمان رباح، رئيسة جمعية ATPNE، بأهمية هذا الترشيح “في تعزيز صمود الثقافة المحلية وتسليط الضوء على التراث الجهوي”.
رؤية قائمة على الاستدامة والابتكار
يندرج ترشيح الوطن القبلي ضمن رؤية طموحة تقوم على تعزيز الممارسات الغذائية المستدامة، ودعم الاقتصاد المحلي، والمحافظة على الهويات الثقافية الغذائية، إلى جانب تشجيع الابتكار والتربية والسياحة المسؤولة.
ومن بين أبرز الشركاء في هذه المبادرة:
- مؤسسة Sawa Taste of Tunisia، وهي شركة اجتماعية تربط بين المسافرين والتقاليد الغذائية المحلية،
- الديوان الوطني التونسي للسياحة (ONTT)، أحد أهم الفاعلين في الإستراتيجية السياحية الوطنية،
- المعهد الفني للسياحة بنابل (IFMT)، مركز مرجعي لتكوين الكفاءات في مجال الطبخ والفندقة،
- جمعية ATPNE بقربة، الناشطة في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة.
نحو نموذج إفريقي للدبلوماسية الغذائية
لا يُعدّ هذا الترشيح مجرد لقب رمزي، بل يمثل فرصة حقيقية للنهوض بالتنمية الجهوية، وتعزيز الجاذبية السياحية، والانفتاح على السوق الدولية.
من خلال توظيف المهارات المحلية، والحفاظ على التراث الحي، وتبنّي مقاربة تشاركية، يسعى الوطن القبلي إلى أن يصبح نموذجًا إفريقيًا يُحتذى به في مجال الدبلوماسية الغذائية والتنمية المستدامة.
وإذا ما تواصلت هذه الديناميكية إلى غاية سنة 2028، فإن الوطن القبلي مرشح لأن يكون إحدى أبرز الوجهات العالمية في فن الطهي، حيث تلتقي الهوية بالتجديد، ويتقاطع التراث بالتنمية الاقتصادية المستدامة.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
