تُؤكد تونس تموقعها كفاعل إقليمي بارز في مجال الفلاحة البيولوجية. ووفقًا للبيانات الصادرة عن المرصد الوطني للفلاحة (ONAGRI)، فقد صدّرت البلاد 34.152 طنًّا من المنتجات الفلاحية البيولوجية خلال الفترة الممتدة من 1 جانفي إلى 31 ماي 2025، بقيمة جملية بلغت 420,04 مليون دينار.
و قد تمّ توجيه هذه المنتجات نحو 38 دولة، ما يعكس تنامي الطلب العالمي على المنتجات الفلاحية المستدامة التونسية، رغم الضبابية التي يشهدها الاقتصاد العالمي.
هيمنة زيت الزيتون البيولوجي
من بين المنتجات المصدّرة، يظلّ زيت الزيتون البيولوجي في صدارة الصادرات، حيث يمثل 87,8٪ من الكميات المُرسلة خلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة.
و يُعدّ هذا المنتوج أحد أبرز أعمدة الفلاحة التونسية، لما يتمتع به من جودة عالية وشهادات اعتماد بيولوجية، ما يفتح له أبواب الأسواق الراقية في أوروبا وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط.
و تأتي التمور البيولوجية في المرتبة الثانية بنسبة 11,7٪ من إجمالي الصادرات، مؤكّدة مكانتها كمنتج استراتيجي، لا سيّما في الأسواق الأوروبية والآسيوية.
و حسب تقديرات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، فإن قطاع الفلاحة البيولوجية في تونس يُشغّل حوالي 9 آلاف مهني، بين فلاحين و محولين و مصدّرين و مؤطرين تقنيين، ينشطون في منظومة باتت أكثر تنظيمًا و هيكلة و تتجه بثبات نحو المعايير الدولية.
استراتيجية وطنية في أفق 2030
في إطار استراتيجيتها الوطنية في أفق 2030، تسعى تونس إلى تنويع عرضها البيولوجي ليشمل منتجات أخرى إلى جانب زيت الزيتون، من خلال تثمين منتوجات محلية مثل الزيوت الأساسية والخروب والتين الشوكي والتمور، وهي منتجات تتلاءم مع الظروف المناخية المحلية وتُحقق قيمة مضافة عالية في الأسواق المتخصصة.
و يهدف هذا التوجه إلى تنشيط الطلب الدولي و ضمان نمو مستدام للقطاع، مع تعزيز الممارسات الفلاحية التي تحترم البيئة و الصحة و النظم البيئية.
و تُبرز النتائج المسجلة خلال الأشهر الخمسة الأولى من سنة 2025 الإمكانات الاقتصادية والبيئية الكبيرة للفلاحة البيولوجية التونسية.
كما تؤكد قدرة تونس، رغم التحديات الداخلية، على التموقع في الأسواق العالمية بفضل ما تمتلكه من خبرات و منظومة إنتاج منظمة و رؤية استراتيجية واضحة للانفتاح على العالم.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
