سياسة

تونس : تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين تُطلق حملة “المليون توقيع” لتجريم التطبيع

في أجواء احتفالية مفعمة بالحماس، احتشد مئات المواطنين مساء الخميس أمام المسرح البلدي بالعاصمة لاستقبال المشاركين في “قافلة الصمود البرية لكسر الحصار على غزة”، التي حطّت رحالها في تونس العاصمة بعد أن جابت عدة مدن تونسية.

وألقى الناشط غسان بن خليفة، باسم تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، بيانًا أعلن خلاله عن انطلاق حملة وطنية تهدف إلى جمع مليون توقيع لمطالبة السلطات التونسية بسن قانون يجرّم كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وشدّد بن خليفة على أهمية هذه القافلة، التي قطعت مسافات طويلة عبر تونس ثم ليبيا، في تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وضرورة رفع الحصار المفروض عليه ووقف العدوان المتواصل.

وشهدت هذه التظاهرة الرمزية مشاركة لافتة من حاخامين يهود مناهضين للصهيونية قدما من فلسطين، وأعرب أحدهما، من على مدارج المسرح البلدي، عن تضامنه مع القافلة ودعمها لحقوق الشعب الفلسطيني. وأكد في كلمة مؤثرة لاقت تفاعلاً وتصفيقًا كبيرًا، انتماءه لحركة مناهضة للصهيونية تؤمن بحق فلسطين في الوجود، والتعايش السلمي بين الأديان الثلاثة: اليهودية والإسلام والمسيحية، سواء على أرض فلسطين أو في دول أخرى.

من جانبه، أكد وائل نوار، عضو تنسيقية العمل المشترك والمتحدث الرسمي باسم قافلة “الصمود”، في تصريح أدلى به خلال وقفة شعبية في صفاقس، أن “كسر الحصار على غزة ليس مهمة قافلة واحدة، بل هو واجب إنساني يتقاسمه أحرار العالم من خلال المسيرات والمقاطعة وإسناد المقاومة”.

وأشار نوار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تقييماً شاملاً لتجربة القافلة، بهدف تجاوز الإخفاقات والاستعداد لإطلاق “قافلة الصمود 2” في الأشهر القادمة، مؤكداً أن “كسر الحصار هو مسار طويل، وما تحقق إلى الآن ليس سوى خطوة عملاقة على الطريق، تليها خطوات أخرى”.

وكانت القافلة قد عادت صباح الخميس إلى تونس بعد أن توقفت في عدد من المدن الرئيسية، واختتمت رحلتها باستقبال شعبي حاشد في العاصمة، وفق ما عاينه موفد وكالة تونس إفريقيا للأنباء.

وتجدر الإشارة إلى أن “قافلة الصمود المغاربية”، التي انطلقت من تونس يوم 9 جوان الجاري نحو قطاع غزة، ضمّت أكثر من ألفي مشارك من تونس والجزائر وليبيا وموريتانيا، بهدف كسر الحصار المفروض على غزة وإيصال مساعدات إنسانية ورسائل تضامن شعبية.

وسارت القافلة برًا عبر عدة ولايات جنوبية قبل دخولها الأراضي الليبية عبر معبر رأس جدير، حيث حظيت باستقبال شعبي كبير في مدن الغرب الليبي منذ وصولها يوم 10 جوان. غير أن رحلتها توقفت عند مشارف مدينة سرت بعد أن منعت سلطات الشرق الليبي عبورها نحو الأراضي المصرية عبر معبر السلوم، وأقدمت على توقيف عدد من المشاركين، ما دفع القافلة إلى التراجع والعودة إلى مدينة زليتن، قبل أن تتخذ قرار العودة إلى تونس، مشترطة الإفراج عن جميع الموقوفين.

وفي هذا السياق، أعلنت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، مساء الثلاثاء، عن الإفراج عن كافة المحتجزين ضمن القافلة، مؤكدة مواصلة تحركاتها الداعمة للقضية الفلسطينية رغم كل العراقيل.

المصدر : وات

تعليقات

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

الأكثر قراءة آخر 48 ساعة

© 2025 جميع الحقوق محفوظة

الى الاعلى