أُسدل الستار يوم السبت 10 اوت 2024، على فعاليات الدورة 44 لمهرجان قفصة الدولي بعرض فرجوي للموسيقى الصوفية، وضعه صنّاعه تحت عنوان “إنّادي عا الصُلاّح”، وجمعوا فيه ولأول مرّة أشهر منشدي الطرق الصوفية بالمنطقة، وهما الشيخان عبد الرحمان الفزاني وعمر خلف الله.
واستمتع جمهور البرج الأثري بقفصة على مدى ساعة ونصف بوصلات من الأناشيد والموسيقى الصوفية المستوحاة من مدائح وأذكار الطرق الصوفية مثل السلامية والقادرية والعيساوية وهي أناشيد أطربت الآذان وتلذّذ بها مُحّبو هذا النمط الموسيقي، الذين امتلأت بهم مدارج المسرح، وانتشوا بسماعها وتفاعلوا معها بالزغاريد والتمايل وخاصة لمّا ردّد المنشدون قصائد « إنّادي عن الصلاّح ورجال الصوفية » و »نادى المنادى » و « نبينا المختار » و » الله جليل » و « الحمراء الدّهكالة »، و »ذروة المعالي » و « ما حضرش الدالة » و »عجّل وجيب دوايا », وهي قصائد إنشادية حفظها الجمهور وردّدها مع المنشدين.
وباعتبار أن هذا العرض من انتاج مهرجان قفصة, لمسة وفاء و تكريما لروح الشيخ المرحوم محمد زيتوني, الذي يُعتبر قطبا من أقطاب الإنشاد الصوفي في قفصة، ورمزا من رموز الفنّ الصوفي وأشهر شيوخ القادرية الذي عرفتهم المنطقة, فقد انطلقت فقراته بلوحة فنّية استعراضية صمّمها مخرج هذا العرض طاهر فطّح وترمز إلى « خلود الموسيقى الصوفية » وإستمرارها بفضل « توارث الطرق الصوفية جيلا بعد جيل ».
وعرفانا بالجميل لما قدّمه الشيخ المرحوم محمد زيتوني للفنّ الصوفي وللطريقة القادرية على وجه الخصوص, وهو أيضا الذي تتلمذ على يديه تقريبا كل شيوخ الطرق الصوفية في الجهة, وعلى رأسهم الشيخان عبد الرحمان فزاني وعمر خلف الله، اللذين حملا عنه مع آخرين, المشعل, ويستمرّان إلى الآن في صون هذا الموروث العقائدي الثقافي واللامادي.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
تعليقات