حرب تجارية : منظمة التعاون و التنمية الاقتصادية تتوقع تباطؤاً في النمو العالمي

حذّرت منظمة التعاون و التنمية الاقتصادية (OCDE) من أن الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها دونالد ترامب على شركائه التجاريين ستلقي بظلال ثقيلة على النشاط الاقتصادي في مختلف أنحاء العالم، معبّرة عن نظرة أكثر تشاؤماً تجاه نمو الاقتصاد العالمي، وخصوصاً في الولايات المتحدة.

و قال الأمين العام للمنظمة، ماتياس كورمان، خلال مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء الماضي بمقر المنظمة في باريس: «لقد أصبح المناخ الاقتصادي العالمي أكثر صعوبة بكثير»، مشيراً إلى المستجدات المرتبطة بالرسوم الجمركية.

و قد نشرت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، في اليوم نفسه، أحدث توقعاتها الاقتصادية، مؤكدة تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي في السنوات المقبلة.

فبعد نمو يُقدّر بـ3.3% في عام 2024، يُتوقّع أن يتراجع النمو العالمي إلى 2.9% في عامي 2025 و2026.

و قد تمّ خفض هذه التوقعات مقارنة بالأرقام التي أُعلنت في مارس، بواقع 0.2 و0.1 نقطة مئوية على التوالي.

و يُعزى هذا التعديل بالأساس إلى استمرار فرض التعريفات الجمركية القائمة حتى منتصف ماي، رغم الخلافات القانونية التي لم تُحل بعد بين عدة دول.

و أشارت المنظمة إلى أن هذه الحواجز التجارية، إلى جانب تشديد الأوضاع المالية، وتراجع ثقة الشركات والمستهلكين، وتزايد الغموض السياسي، قد تشكل عبئاً كبيراً على النمو الاقتصادي العالمي.

أما الاقتصاد الأمريكي، الذي يُعد محركاً رئيسياً للنمو العالمي، فيُتوقّع أن يشهد تباطؤاً ملحوظاً.

إذ باتت التوقعات تشير إلى نمو بنسبة 1.6% هذا العام، أي بانخفاض قدره 0.6 نقطة مئوية عن التقديرات السابقة.

و في المقابل، رُفعت توقعات التضخم في الولايات المتحدة إلى 3.2%، مقارنة بـ2.8% في التقديرات الأولية، رغم الاتجاه التنازلي المسجّل في عدة دول أخرى من مجموعة العشرين.

و في مواجهة هذه التحديات، دعت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الحكومات إلى التحلي بالحذر، واعتماد سياسات اقتصادية مناسبة، للحيلولة دون ركود طويل الأمد في الاقتصاد العالمي.

إن شبح تباطؤ النمو واستمرار التضخم يفرض درجة عالية من اليقظة في سياق جيوسياسي واقتصادي يتّسم بعدم الاستقرار.