عالمية

سقوط مركبة فضائيّة: مركز الفلك الدّولي يحدّد الموعد و نسبة الخطر

قال مدير مركز الفلك الدّولي، محمد شوكت عودة، المشرف على برنامج متابعة سقوط الأقمار الصّناعية، إنّه من المتوقع سقوط مسبار فضائي معطل على الأرض (Cosmos 482)، غدا السبت 10 ماي 2025.

وأضاف أنّ المسبار أطلقه الاتحاد السوفيتي عام 1972 وكان مُصمما للتوجه نحو كوكب الزهرة والهبوط عليه، إلاّ أن المهمة فشلت في بدايتها وانتهى بها المطاف إلى أربع قطع تدور حول الأرض لمدة تزيد عن النصف قرن.

وأوضح مدير مركز الفلك الدّولي أنّ هذا السّقوط سيكون غير متحكم به، ومن المتوقع أن يحدث يوم السبت 10 ماي في الساعة 06:26 صباحا بتوقيت غرينتش، بخطأ مقداره زائد ناقص 4.5 ساعة، أي أنّ السّقوط قد يحدث في أي وقت يوم السّبت من الساعة 2 صباحا إلى الساعة 11 صباحا بتوقيت غرينتش.
وتابع أنّه سيقل مقدار هذا الخطأ كلما اقتربنا من موعد السّقوط، ولكن حتى قبل السّقوط بساعتين فإنّه لا يمكن معرفة مكان وموعد سقوطه بالضبط، ولكن ستكون هناك مناطق معينة مرشحة لأن يسقط القمر الصناعي فوقها، وستقوم العديد من الجهات بمتابعة هذا السقوط بشكل حثيث، وستعلن التحديثات أولا بأول في حينه”.
وتبلغ كتلة هذا القمر الصناعي حوالي 500 كيلوغرام، وهو جسم كروي يبلغ قطره حوالي المتر الواحد، وهو قطعة قاسية صمّمت خصيصا لتتحمل الضّغط والحرارة الشّديدين لدى دخوله غلاف كوكب الزّهرة، ولذلك من المتوقع صموده وأن يصل جزء كبير منه إلى الأرض.
وعلى الرّغم من أنّه مزود بنظام مظلات يعمل بشكل آلي للهبوط بهدوء، إلا أنّ الخبراء يستبعدون عمل هذا النّظام بعد 50 سنة من بقائه في الفضاء.

ومن الجدير بالذّكر بأنّ القمر الصناعي لا يسقط كقطعة واحدة على الأرض، فعند دخوله للغلاف الجوي الأرضي فإن الحرارة الشديدة بسبب الاحتكاك تعمل على تفكيك القمر وحرق أجزاء منه، وفي العادة يصل إلى الأرض ما نسبته 20 إلى 40 % من الكتلة الأولية، وعادة تصمد بعض القطع وتتمكن من الوصول إلى الأرض.
ويقول الخبراء أنّ نسبة أن يشكل هذا السّقوط خطرا مباشرا على حياة الأشخاص أو المنشآت هو ضئيل، واحتمال أن تصطدم البقايا بشخص هو 1 إلى 100 مليار فقط! وهو يمثل 1.5 مليون مرة أقل من احتمالية مقتل شخص داخل منزله بسبب حادث، وبمقدار 65 ألف مرة أقل من احتمالية إصابة شخص بصاعقة برق، وثلاث مرات أقل من احتمالية سقوط نيزك على شخص.
ولا يعتبر هذا السقوط نادرا بشكل كبير، فهناك سقوط لأقمار صناعية كبيرة نسبيا تحدث كل عدّة أشهر، وكان هناك مؤخّرا سقوط لأقمار صناعية هي بقايا صواريخ الإطلاق الصينية، والتي حدثت ثلاث مرات خلال السنوات الماضية، وذلك في افريل 2021 وجويلية 2022 وأكتوبر 2022ـ وجميع الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض في مدارات منخفضة (أقل من 1000 كم) ينتهي بها المطاف بسقوطها نحو الأرض وذلك بسبب احتكاكها المستمر مع الغلاف الجوي.
وحوالي 70% من سقوط الأقمار الصناعية الفعالة غير متحكم به، أي أنه يسقط في وقت ومكان غير محدد، في حين أن 30% فقط من سقوط الأقمار الصناعية يكون متحكم به، وهذا لا يكون إلا للأقمار الصناعية الكبيرة أو المحملة بمواد خطرة.
وحيث إن نسبة المياه على الأرض هي حوالي 70%، فهذا يعني أن احتمال سقوط بقايا القمر الصناعي على الأرض هو قرابة 30% فقط.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

الأكثر قراءة آخر 48 ساعة

© 2025 جميع الحقوق محفوظة

الى الاعلى