مع انتهاء شهر رمضان المبارك، يواجه الكثيرون تحديات في العودة إلى نمط حياتهم الطبيعي، خاصة فيما يتعلق بالنظام الغذائي، أوقات النوم، ومستوى النشاط البدني. فقد اعتاد الجسم طوال الشهر على الامتناع عن الطعام لساعات طويلة، مما يجعل العودة المفاجئة إلى النظام السابق أمرًا صعبًا ويؤثر على صحة الجهاز الهضمي.
التدرج في استعادة النظام الغذائي
توضح أخصائية التغذية سارة الكثيري أن الجسم خلال رمضان يتأقلم مع ساعات الصيام، لذا فإن العودة مباشرة إلى تناول كميات كبيرة من الطعام قد تسبب مشكلات هضمية. وتوصي بالبدء بوجبات خفيفة ثم زيادتها تدريجيًا لتجنب الضغط على الجهاز الهضمي.
كما تشير إلى أن تناول الحلويات بكثرة خلال أيام العيد قد يؤدي إلى اضطراب التوازن الغذائي وزيادة الوزن، لذلك من الأفضل تعويض ذلك بالفواكه الطازجة والمجففة، والخضروات الورقية مثل السبانخ والخس، بالإضافة إلى حساء الخضروات، لدورها في مساعدة الجسم على التخلص من السموم واستعادة توازنه الغذائي.
أهمية الترطيب وتجنب المنبهات
يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل أثناء الصيام، لذلك من الضروري تعويض هذا النقص بشرب 8-10 أكواب من الماء يوميًا، خصوصًا مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة. فالماء لا يساعد فقط في ترطيب الجسم، بل يساهم أيضًا في الحفاظ على صحة الكلى ونضارة البشرة.
وفي المقابل، تنصح الكثيري بتقليل استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة والشاي، إذ يمكن أن تؤثر على جودة النوم، ما يسبب اضطرابًا في ساعات الراحة بعد رمضان.
العودة إلى ممارسة الرياضة تدريجيًا
خلال رمضان، قد يجد البعض صعوبة في ممارسة الرياضة بانتظام بسبب تغير أوقات الأكل والنوم، ولكن بعد انقضاء الشهر الكريم، من الضروري استعادة النشاط البدني تدريجيًا. يمكن البدء بأنشطة خفيفة مثل المشي أو ركوب الدراجات، ثم زيادة شدة التمارين تدريجيًا لتعزيز اللياقة البدنية وتحسين الصحة العامة.
تجنب الأطعمة الدسمة والوجبات السريعة
تشدد الأخصائية على ضرورة الحد من تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات، والتي يزداد الإقبال عليها خلال العيد. فهذه الأطعمة ترفع مخاطر الإصابة بالسمنة، وأمراض القلب، وارتفاع الضغط، وداء السكري. وبدلًا من ذلك، يُنصح بالحرص على تناول وجبة إفطار متوازنة تحتوي على البروتينات، الحبوب الكاملة، والمكسرات، لتوفير الطاقة الكافية للنشاطات اليومية وتحفيز عملية الأيض.
تنظيم النوم لاستعادة التوازن
من أبرز التحديات بعد رمضان هو اضطراب مواعيد النوم، لذلك يُنصح بإعادة ضبط الساعة البيولوجية تدريجيًا من خلال النوم والاستيقاظ في أوقات محددة، مع تجنب السهر لساعات متأخرة. النوم المنتظم لا يساعد فقط في تحسين المزاج والأداء اليومي، بل يلعب دورًا هامًا في دعم وظائف الجسم المختلفة.
ختاما، الانتقال من نمط الحياة في رمضان إلى الروتين اليومي المعتاد يجب أن يكون تدريجيًا ومتوازنًا، لتجنب أي اضطرابات صحية. من خلال اتباع نظام غذائي صحي، شرب كميات كافية من الماء، ممارسة الرياضة، والحرص على النوم المنتظم، يمكن للجسم استعادة توازنه والعودة إلى نشاطه الطبيعي بسهولة.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات