مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، برزت مجددًا أحاديث حول علاقته بنظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وهي العلاقة التي أثارت اهتمامًا واسعًا خلال فترة رئاسته الأولى. ترامب، الذي نجح في فتح قنوات تواصل غير مسبوقة مع بيونغ يانغ، وصف علاقته بكيم بأنها ودية، قائلاً: “كنا على وفاق تام… أعتقد أنه سيكون سعيدًا بعودتي”.
لقاء الزعيمين التاريخي في عام 2019 بالمنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين كان لحظة فارقة في العلاقات الأمريكية-الكورية الشمالية. ورغم ذلك، فإن سياسة الرئيس جو بايدن اتبعت نهجًا مغايرًا عبر ما وصفته بـ”الدبلوماسية مع ردع شديد” لاحتواء الطموحات النووية لكوريا الشمالية، وهو ما اعتبرته بيونغ يانغ عداءً سافرًا لها.
غير أن تصريحات ترامب الأخيرة أعادت النقاش حول سياسته الخارجية، خاصة عندما تحدث عن كيم جونغ أون بطريقة عفوية خلال لقائه بالجنود الأمريكيين في كوريا الجنوبية. هذا النهج أثار تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من يصفه برجل السلام الذي أوقف الحروب وسعى للحوار، وبين من يرى أسلوبه غير تقليدي وأحيانًا محير.
كوريا الجنوبية، الحليف الأبرز لواشنطن في المنطقة، لم تخفِ قلقها من سلاح جارتها الشمالية، مؤكدة استمرارها في العمل على نزع السلاح النووي بالتعاون مع المجتمع الدولي. في المقابل، تمتلك الولايات المتحدة وجودًا عسكريًا كبيرًا في كوريا الجنوبية، مع ما يزيد على 24 ألف جندي موزعين على 9 قواعد رئيسية.
في الوقت الذي يشيد فيه البعض بسياسة ترامب، يرى آخرون أن تعليقاته قد تحمل إشارات غير مباشرة إلى استراتيجيته المستقبلية. فهل ستشهد العلاقات الأمريكية-الكورية الشمالية تطورًا جديدًا في حال عودة ترامب إلى الرئاسة؟ أم أن التوترات الإقليمية ستظل عائقًا أمام أي تقارب؟
الأيام القادمة كفيلة بالإجابة، بينما يترقب العالم نتائج هذه التحولات وتأثيرها على الأمن في شبه الجزيرة الكورية والعالم.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات