هل سبق أن تلقيت تعليقات على وزنك، أو ملابسك، أو أسلوبك؟ تعلّم كيف ترد (أو لا ترد)، وكيف تحمي نفسك وتحافظ على ثقتك بنفسك.
عندما تجرح الكلمات: لماذا تؤلمنا الانتقادات؟
«هل تنوي فعلاً أكل كل هذا؟»، «يبدو أنك بحاجة لزيارة الحلاق»، «يجب أن تفعل شيئًا بجسمك»… هل تبدو لك هذه العبارات مألوفة؟ لست وحدك. كثيرون تعرضوا لانتقادات تمس مظهرهم الخارجي — بعضها مبطن بالكاد.
لكن، ماذا تكشف هذه التعليقات في حقيقتها؟
الجواب: لا تكشف الكثير عنك، بل تكشف الكثير عن الشخص الذي قالها.
يؤكد علماء النفس أن الأشخاص غير السعداء أو المحبطين أو غير الراضين عن أنفسهم هم الأكثر ميلاً لانتقاد الآخرين. وغالبًا ما تعكس تعليقاتهم مشاعرهم العميقة بعدم الأمان.
وفي الحقيقة، ما يزعجهم ليس جسدك… بل حريتك في أن تكون على سجيتك.
هل يجب الرد أم التزام الصمت؟
الأمر يعتمد على الموقف وحالتك النفسية.
بعض الناس يستطيعون تجاوز التعليق بسهولة، بينما يبقى آخرون عالقين في تفاصيله لساعات. إن قررت الرد، فاجعل كلامك مركزًا على مشاعرك أنت:
«هذا النوع من الملاحظات يزعجني»،
«أشعر بالألم عندما يُعلّق أحدهم على مظهري».
عبّر عن مشاعرك بهدوء. هذا ليس هجومًا، بل دفاع عن حدودك الشخصية.
وتذكّر: انتقاد أجساد الآخرين يُعدّ قلة ذوق — حتى إن صدر من مقربين.
وماذا إن كان المنتقِد من المقرّبين؟
تلقي انتقاد من صديق، شريك أو أحد الوالدين يكون مؤلمًا أكثر. نحن نتوقع منهم الدعم، لكنهم أيضًا قد يفتقرون للّباقة، أو يُسقطون مخاوفهم علينا.
فما العمل؟
لا تفترض أنهم «ما كان يجب أن يفعلوا ذلك».
حدد حدودك بوضوح: «أعلم أنك تقصد الخير، لكن هذا النوع من التعليق يؤذيني».
استخدم أسلوب السؤال العكسي: «كيف سيكون شعورك لو قال لك أحد هذا الكلام؟».
وإذا تكررت الانتقادات، فكر مليًا في دور هذا الشخص في حياتك. هل هي علاقة صحية؟ هل تشعرك بالدعم والراحة؟
بدلًا من الشعور بالذنب… استكشف مشاعرك
ما السبب الحقيقي لتأثرك بهذه الكلمات؟
هل تُذكّرك بجروح قديمة؟
هل تشعر أنك مُجبر على الالتزام بمعايير معينة؟
هل تخشى الرفض؟
فهم ما يثير هذه المشاعر يمنحك القوة لتتحكم في ردودك — وأحيانًا لتتجاوزها بروح الفكاهة.
وهل يمكن لتعليق ما أن يجعلك “شخصًا سيئًا”؟
إذا كان بإمكان رأي شخص ما أن يغير الواقع… فربما عليه أن يحوّل الرصاص إلى ذهب أيضًا!
قيمة الإنسان لا تُقاس بالمظهر
لنكررها بوضوح: لستَ بحاجة لأن تطابق معايير أحد كي تستحق الاحترام والحب.
قد يظن البعض أنهم يفيدونك حين يعلّقون على شكلك. لكنك وحدك تعرف ما هو الأفضل لك. وإن كانت الانتقادات كثيرة، اسأل نفسك: هل تستحق هذه العلاقة الاستمرار؟
احط نفسك بأشخاص يحبونك كما أنت، لا بمن يسعون إلى “تحسينك” بأي ثمن.
الخلاصة: جسدك، قراراتك، سلامك الداخلي
انتقاد مظهر الآخرين ليس أمرًا عابرًا. إنه يؤذي، ويقوّض الثقة بالنفس، ويُضعف العلاقات. لكن من حقك — بل من واجبك — أن تحمي سلامك النفسي.
أنت لست مشروعًا للإصلاح.
أنت إنسان… يستحق الاحترام.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات