كشفت دراسة للمعهد الوطني للاستهلاك، شملت 1022 عائلة في مختلف ولايات الجمهورية، أن قرابة 66 بالمائة من الأطعمة التي يتم إعدادها خلال شهر رمضان لسنة 2023 ويستحوذ الخبز على أعلى نسبة من التبذير ب46 بالمائة، تلقى في سلة القمامة.
وفسّر الأستاذ والباحث في علم الاجتماع، عادل العياري في تصريح لـوكالة تونس افريقيا للأنباء، سلوك تبذير الطعام بالخصوص خلال شهر رمضان، بارتباط مثل هذه المناسبات الدينية بثقافة الاستهلاك لدى التونسيين، لافتا إلى أن العائلات التونسية وخاصة التي تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، تعتقد أن امتلاء الموائد بأنواع عدة من الاطعمة خلال هذا الشهر من شأنه أن يثبت نجاحها الاجتماعي رغم ضعف مقدرتها الشرائية.
وأضاف أن شهر رمضان ارتبط في المخيال الجمعي بفضاء المطبخ وإثبات مهارة الطبخ بالنسبة للنساء وبالخصوص الزوجة التي تفكر في “دبارة” الطعام اليومية إرضاء لشهوات العائلة والزوج.
ويعود سلوك التبذير أيضا في رمضان إلى سلوك النهم والتلذذ قبل الإفطار ووفرة العرض وتنوعه، على غرار الخبز الذي يعرض بأنواع مختلفة بالمخابز التي تنتج في شهر رمضان، أشكالا متعددة من الخبز والمعجنات.
وقال العياري إنه رغم وجود سلوك التبذير إلا أنه تكثر في المقابل خلال شهر رمضان الأعمال الخيرية ومن بينها موائد الإفطار المجانية وتقديم المساعدات للمحتاجين والعائلات المعوزة، معتبرا أن ثنائيات التبذير وموائد الإفطار والأعمال الخيرية.. وضعف المقدرة الشرائية وكثرة الاستهلاك، تُعد “مفارقة في سلوك التونسي”، حسب تعبيره.
من جهته، دعا رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك، لطفي الرياحي، إلى ضرورة تصنيف الخضروات والفواكه في فضاءات البيع الى خضروات قديمة أو جديدة للحد من ظاهرة التبذير عند شراء المواطن لكميات هامة من هذه المقتنيات لفترة ما.
ودعا التونسيين إلى عدم الإكثار من شراء الخبز والمعجنات خلال شهر رمضان، لافتا إلى أنه في العائلة الواحدة يشتري أكثر من فرد الخبز بمجرد مروره على مخبزة تعترضه في طريقه، وهو سلوك يساهم في التبذير.
وأكد أن 40 بالمائة من كميات الخبز التي يقع تبذيرها طيلة السنة، تعود إلى ضعف جودة الخبز الذي يقتنيه التونسي وغير القابل للاستهلاك بعد يوم من شرائه، وفق دراسة للمنظمة أنجزت سنة 2021.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
تعليقات