من المعروف أن الملعب البلدي الوحيد الصالح لإجراء المباريات الرسمية والودية في البطولة الوطنية هو ملعب “الطيب المهيري” بجربة، والذي يحمل هذا الاسم منذ بداية ستينيات القرن الماضي تخليداً لاسم المناضل الكبير والزعيم الوطني، بعد أن كان يحمل اسم أحد الفرنسيين منذ إنشائه في ثلاثينيات القرن الماضي.
المثير للدهشة والتساؤل هنا هو أن جميع الأنظمة والحكومات التي تعاقبت منذ الاستقلال عن المستعمر الفرنسي وعدت بتوسعة الملعب، ولكن تلك الوعود لم تتحقق. في وقت لاحق، ظهرت وعود ببناء مدينة رياضية عصرية متكاملة، لكنها بقيت حلمًا لم يتحقق، وهناك من يعتقد أن هذا المشروع قد تبخر بعد أن تم ربطه بمساهمة الخواص.
يبدو أن هناك من يستهين بأهمية إنشاء ملعب عصري يتسع لأكثر من 40 ألف متفرج على الأقل، بدلاً من 7 آلاف فقط كما هو الحال اليوم.
ويبدو أن هؤلاء قد نسوا أن صفاقس كانت وما زالت عاصمة الجنوب ومصدرًا اقتصاديًا وماليًا وجبائيًا هامًا في البلاد التونسية.
وما دفعنا لإثارة هذا الموضوع مرة أخرى هو إلحاح جماهير النادي الصفاقسي الذين سيُحرمون من متابعة مباريات فريقهم في مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية، التي يعتبر النادي الرياضي الصفاقسي رائدًا فيها بفضل إنجازاته التي ساهمت في تلميع صورة كرة القدم الإفريقية والدولية، وخاصة في العالم العربي.
فالفريق الأول بصفاقس حقق العديد من البطولات، منها البطولة العربية في العاصمة اللبنانية بيروت عام 2004.
لذلك نقول لأصحاب القرار، حان الوقت لأخذ الأمور بجدية تامة. يجب على صفاقس، مدينة العمل الدؤوب والنضال المستمر، أن تحصل على مدينة رياضية تليق بحجمها وقيمة فريقها الأول، النادي الرياضي الصفاقسي، الذي تجاوزت شهرته حدود الوطن.
ومن حق ملايين من جماهيره أن يحضر عشرات الآلاف منهم مباريات الفريق في المنافسات الوطنية والعربية والإفريقية. نترقب زيارة خاصة من الرئيس قيس سعيد، المعروف بمكافحته للفساد والإرهاب بجميع أنواعه، للإعلان عن بدء أعمال إنشاء هذه المدينة الرياضية.
والله ولي التوفيق، وللحديث بقية.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
تعليقات