آبل تتراجع في الصين: مبيعات الآيفون تهبط بنسبة 9% في الربع الأول من 2025

بدأت سنة 2025 بداية قاتمة لشركة آبل في السوق الصينية. فبحسب أحدث البيانات الصادرة عن مؤسسة IDC للأبحاث، لم تتجاوز شحنات آبل من هواتف آيفون 9.8 ملايين وحدة خلال الربع الأول من السنة، مقابل 10.8 ملايين وحدة خلال الفترة نفسها من عام 2024، أي بتراجع سنوي نسبته 9%. ونتيجة لذلك، تراجعت الشركة الأمريكية إلى المرتبة الخامسة في تصنيف مصنّعي الهواتف الذكية في الصين.

وتقف وراء هذا التراجع جملة من العوامل البنيوية والظرفية. فقد تراجعت حصة آبل السوقية من 15.6% إلى 13.7% خلال عام واحد. وباتت الشركة متأخرة عن عمالقة التصنيع المحليين الذين سجلوا جميعهم نمواً ملحوظاً: شاومي (13.3 مليون وحدة)، هواوي (12.9 مليون)، أوبو (11.2 مليون)، وفيفو (10.3 ملايين).

ويزداد وقع هذا التراجع حين نعلم أن آبل هي الشركة الوحيدة من بين الخمسة الكبار التي سجّلت انخفاضاً في المبيعات. ففي الوقت الذي قفزت فيه الحصة السوقية لشاومي من 13.8% إلى 18.6%، ارتفعت حصة هواوي من 17% إلى 18%. هذا الاتجاه يعكس ليس فقط صمود العلامات التجارية المحلية، بل أيضاً التراجع الواضح في تنافسية آبل في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين بكين وواشنطن.

ويرى محللو IDC أن هذا التراجع يعود أيضاً إلى سياسة آبل التسعيرية التي تركز على المنتجات الفاخرة، ما يحرمها من الاستفادة من الدعم الحكومي الصيني الموجّه لتشجيع اقتناء الهواتف الذكية المتوسطة والمنخفضة التكلفة. ويُضاف إلى ذلك عائق تقني آخر يتمثل في غياب ميزة “Apple Intelligence” عن أجهزة الآيفون المتوفرة في السوق الصينية، وهي ميزة تُعد محورية في دفع المبيعات في الأسواق الغربية.

وقد أقر الرئيس التنفيذي لآبل، تيم كوك، بهذا الواقع خلال عرض نتائج الشركة لنهاية عام 2024 في يناير الماضي، مشيراً إلى أن المبيعات كانت “أفضل بكثير في البلدان التي تتوفر فيها ميزة Apple Intelligence”، مثل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية.

ويمثل هذا التراجع تحوّلاً كبيراً في مسار الشركة، حيث كانت آبل في نهاية عام 2023 لا تزال تتصدر سوق الهواتف الذكية في الصين. وبعد أقل من ستة أشهر، تجد الشركة نفسها متراجعة خلف منافسين محليين يتمتعون بمرونة أكبر، وقدرة أعلى على المنافسة، وتماهي أوثق مع متطلبات السوق المحلية.

وستكون نتائج الفصول المقبلة حاسمة في تحديد مدى قدرة آبل على استعادة موقعها في سوق يُعد من الأهم عالمياً، إذ يمثل نحو خمس قاعدة زبائنها على مستوى العالم.