اقتصاد وأعمال

أزمة زيت الزيتون في أوروبا: وضع مفيد لتونس؟

واجه جنوب أوروبا بشكل خاص، في السنوات الأخيرة، تحديات كبيرة أدت إلى انخفاض حاد في إنتاج زيت الزيتون وزيادة كبيرة في أسعاره بسبب موجات الحر الشديدة والجفاف. وكان لهذا الوضع آثار عميقة على قطاع الصناعات الغذائية والاقتصادات المحلية والمستهلكين في جميع أنحاء العالم.

الاتحاد الأوروبي أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم

يعد الاتحاد الأوروبي أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم، حيث يبلغ إنتاجه السنوي 2 مليون طن من 4 ملايين هكتار من مزارع الزيتون. ومع ذلك، تأثرت هذه الأرقام بشكل لافت بسبب الظروف الجوية القاسية. وشهدت إسبانيا، أكبر منتج لزيت الزيتون في الاتحاد الأوروبي، انخفاضًا حادًا في إنتاجها، من حوالي 1.8 مليون طن قبل خمس سنوات إلى 663 ألف طن فقط خلال موسم 2022-2023.

كما شهدت إيطاليا واليونان والبرتغال، وهي جهات منتجة رئيسية أخرى لزيت الزيتون في أوروبا، انخفاضا كبيرا في الإنتاج، مما ساهم في الأزمة الحالية. وسجلت اليونان زيادة طفيفة في الإنتاج، من 232 ألف طن في الموسم السابق إلى 340 ألف طن فحسب في الموسم الأخير.

وكان لهذا الانخفاض في الإنتاج تأثير مباشر على أسعار زيت الزيتون، التي وصلت إلى مستويات قياسية، بل وتجاوزت العتبات التاريخية المسجلة في عام 1996، وفقا لبيانات صندوق النقد الدولي. وساهم التضخم وارتفاع أسعار الأسمدة في هذا الارتفاع الكبير في الأسعار، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة لتر زيت الزيتون البكر من 1.86 اورو (أو 6.138 دينار) في اوت 2020 إلى 7.82 اورو (أو 25.80 دينار) عقب الأزمة.

سنة قياسية لتونس وموسم واعد

وفي خضم هذه الأزمة التي تهز صناعة زيت الزيتون في أوروبا، تشهد تونس حاليًا عامًا قياسيًا في إنتاج زيت الزيتون، مع زيادة الصادرات بنسبة 54 بالمائة خلال الأشهر العشرة الأولى من موسم 2022/2023. وبحسب الديوان الوطني للزيت، تمكنت تونس من تحقيق إنتاج تعادل قيمته حوالي 3 مليارات دينار (حوالي 957 مليون دينار) بفضل الظروف المناخية المواتية بشكل استثنائي.

ووفقا لممثلة الإدارة العامة للإنتاج الفلاحي بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، درصاف بن أحمد، فإن تونس تتوقع أن يصل إنتاجها من الزيتون إلى 200 ألف طن في موسم 2023-2024 بزيادة نسبتها 11 بالمائة مقارنة بالموسم السابق. وحسب ذات المصدر، سيتم أيضا تكثيف الجهود لإنجاح الحملة الوطنية لتصدير زيت الزيتون، نظرا لانخفاض الإنتاج العالمي إلى 2,5 مليون طن وذلك في حدود -26 بالمائة مقارنة بالموسم الماضي.

 

 

ظروف مناخية ملائمة

ووفقا للمراقبين، يعزى نجاح تونس في تحسين انتاجها من زيت الزيتون الى عدة عوامل أهمها الوضع المناخي الملائم، الذي تميز بفترات متناوبة من البرد والحرارة، مما سمح بنمو أمثل للزيتون. بالإضافة إلى ذلك، كانت الأمطار المنتظمة في فصل الربيع مفيدة لأشجار الزيتون، مما أدى إلى صابة وفيرة وعالية الجودة.

وحسب المعطيات الصادرة حديثا عن المرصد الوطني للفلاحة، فقد بلغت صادرات تونس من زيت الزيتون منذ انطلاق الموسم الى نهاية أوت 2023، 175.7 ألف طن بقيمة 2971.9 مليون دينار، في تراجع طفيف من حيث الكمية بنسبة 2.3 بالمائة مقابل زيادة قدرها 54.1 بالمائة من حيث القيمة مقارنة بنفس الفترة من موسم 2021-2022. وارتفع متوسط ​​السعر المسجل عند التصدير خلال الأشهر العشرة الأولى من الموسم بنسبة 57.7 بالمائة حيث تطور الى ما يعادل 16.92 دينار مقارنة بـ 10.73 دينار للكيلوغرام كسعر مسجل خلال نفس الفترة من الموسم.

وعلى هذا الأساس، فان لتونس فرصة مهمة لتعزيز مكانتها في سوق زيت الزيتون العالمية، حيث تقدم بديلا للمستهلكين الذين يبحثون عن منتجات عالية الجودة لا سيما خلال هذه الفترة من الأزمة في أوروبا.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى