اقتصاد وأعمال

البنك الإفريقي: إنجاح الشّراكة بين القطاعين العمومي والخاص يتطلّب إرادة سياسيّة وإطارا مناسبا للشفافية

أكّد مدير المكتب الإقليمي للبنك الإفريقي للتنمية بتونس، محمد العزيزي، الخميس، أن نجاح الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص، بصفة فعالة، مرتبط، أساسا، بوجود إرادة سياسية قويّة وتوفر مناخ ملائم للشفافية وتحمل المسؤولية والمنافسة الشريفة، إضافة إلى توفير إطار تشريعي مناسب وتصرّف محكم في العقود وإجراءات واضحة للاقتناءات.
وأوضح العزيزي، خلال افتتاح ندوة حول “الشراكة بين القطاع العمومي والقطاع الخاص لنمو مستدام وشامل في شمال إفريقيا”، أن عدم توفر هذا الاطار المناسب أدى الى تأخر تطور المشاريع باعتماد الشراكة بين القطاعين في شمال أفريقيا، مشيرا إلى ضرورة دراسة القيمة المضافة للمشاريع المنجزة في هذا الإطار بالنسبة للدولة والخواص والبيئة والأخذ بعين الاعتبار التداعيات الاقتصادية والجبائية لهذه الشراكة على الطرفين على المدى الطويل.
وأشار إلى أن منطقة شمال أفريقيا تزخر بإمكانيات هائلة لتطوير هذه الشراكة بهدف تطوير البنية التحتية الضرورية لدفع النمو الاقتصادي المستدام.
واعتبر أن هذه الشراكة تعدّ مقاربة ديناميكية لمواجهة تحديات نقص البنية التحتية في القارّة، خاصّة، أنّها تتيح إمكانية الجمع بين نقاط القوّة في القطاعين العمومي والخاص والاستفادة من الموارد العمومية المتاحة من خلال كفاءة ورأس مال القطاع الخاص.
وحثّ العزيزي على ضرورة التّمعن في التحديّات والتعقيدات المرتبطة بهذا النوع من الشراكة قبل الانطلاق في تنفيذ المشاريع الكبرى لمعالجتها، موضحا ان الشراكة بين القطاعين العام والخاص لا تخلو من النقائص على غرار التكاليف المرتفعة ومسار العقود المعقدة واحتمال ظهور عمليات احتكار.
وأشار مدير مكتب البنية التحتية والتنمية الحضريّة بالبنك الإفريقي للتنمية، مايك موكايلا سالاوو، بالمناسبة، إلى إهتمام البنك الافريقي للتنمية بتنفيذ مشروع مترو صفاقس والسعي لحشد التمويلات اللازمة لإنجاز ميناء النفيضة في تونس والمركب الصناعي التابع له في إطار الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص إضافة إلى مشروع تهيئة مطار تونس قرطاج وغيرها من المشاريع.
وأكّد استعداد البنك الافريقي لدفع الاستثمارات في تونس وتطوير اعتماد هذه الشراكة من خلال توفير مختلف آليات التنفيذ اللازمة على غرار آليات التأمين وآليات التمويل.
واعتبر أن مواجهة التحديات، التّي تتضمنها الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص، والنجاح في إرساءها يتطلب وجود قطاع عمومي قويّ قادر على نشر هذه الآلية الاستراتيجية للتمويل وتغيير الطرق المستعملة لإنجاز المشاريع العمومية، إضافة إلى تبادل الخبرات مع القطاع الخاص وإرساء نظام تصرف وتحكم في هذه المشاريع المشتركة على المدى الطويل.

Leave a Comment

Recent Posts

434.5 مبادلات العام الماضي… مساع لمضاعفة التعاملات بين تونس ومصر

شهد حجم التبادل التجاري بين مصر وتونس نموا ملموسا خلال العام الماضي 2024 بنسبة 15.4%…

2025/04/17

ألمانيا: تصاعد الدعوات لمقاطعة المنتجات الأمريكية احتجاجًا على سياسات ترامب !

تتواصل تداعيات السياسات الاقتصادية والدبلوماسية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المستوى الدولي، إذ شهدت ألمانيا…

2025/04/17

بيرو: الرئيس الأسبق أولانتا هومالا يُدان بالسجن 15 سنة في قضيّة فساد كبرى

أصدرت محكمة في البيرو يوم الثلاثاء 15 أفريل 2025 حكمًا يقضي بسجن الرئيس السابق أولانتا…

2025/04/17

البنك المركزي التركي يرفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 46%

في تركيا أعلن البنك المركزي رفع سعر الفائدة ب 350 نقطة أساس إلى 46% من…

2025/04/17

المفوضية الأوروبية تُصنف تونس ضمن “الدول الآمنة”.. ماذا يعني؟

المفوضية الأوروبية تصنف تونس ضمن "الدول الآمنة".. ماذا يعني؟

2025/04/17

تونس تستأثر بعُشر كمية زيت الزيتون في السوق العالمية !

أكد وزير التجارة وتنمية الصادرات، سمير عبيد، أن تونس تواصل ترسيخ مكانتها كقوة عالمية في…

2025/04/17