التعاون الكوري الجنوبي يوفّر لتونس دعما بـ 82 مليون دولار

إلى حدود سنة 2025، وفّر التعاون الكوري الجنوبي لفائدة تونس، دعما ماليا بقيمة 82 مليون دولار، إضافة إلى 26 مشروع دعم عمومي لتحقيق التنمية.  وشارك 170 متطوّعا في عدّة نشاطات، كما استفاد 1386 متدرب من تونس من دورات تدريبية بكوريا، بحسب معطيات تتعلق ببرامج التعاون للوكالة الكورية للتعاون الدولي بتونس.

أعلنت الوكالة الكورية للتعاون الدولي عن الشروع، بداية من سنة 2026، في تنفيذ مشروع تعاون على المدى الطويل، مع وزارة الفلاحة والموارد المائية، يركز على الفلاحة الذكيّة، بكلفة تقدّر بنحو 13.5 مليون دولار، يسندها الهيكل الكوري، في شكل هبة. 

هذا وانتظم مؤخرا منتدى للتشبيك، في إطار الاحتفال بالذكرى 34 لتأسيس الوكالة الكورية للتعاون الدولي، حيث تم التأكيد على ان المشروع مع وزارة الفلاحة، الذّي من المتوقع أن يمتد تنفيذه على 5 سنوات، والذي لا يزال طور الدراسات التمهيدية، يهدف الى تحسين الإنتاجية في القطاع الفلاحي وتعزيز قدرته على مواجهة التغيّرات المناخية.  كما يرمي المشروع الى الارتقاء بالإنتاجية في مجال الزراعات الكبرى وغراسات الزياتين، والاستثمار في جوانب البحث والتطوير لتحسين ظروف الإنتاج ضمن هذه النشاطات الفلاحيّة الإستراتيجية بالنسبة لتونس. 

ويتعلّق الأمر، تبعا لذلك، بتحديد الحلول الملائمة مع السياق التونسي، فيما يهم حاجيات الري وتحسين البذور.  وسينفذ المشروع، أيضا، بالتعاون مع ديوان الأراضي الدوليّة، اذ جرى القيام بزيارات ميدانية للضيعات التابعة للديوان.  وتشير النتائج الأوّليّة إلى أن تنفيذ المشروع سيقع في مواقع نموذجية داخل الضيعات التابعة للديوان في ولايات نابل، والقيروان، وباجة.

وعلى هامش المنتدى، أبرز سفير جمهوريّة كوريا، بتونس، تاي-وون لي، أهميّة المنتدى الذّي يمثل فرصة للوكالة الكورية للتعاون وشركائها من التونسيين، لتبادل وجهات النظر وتقاسم أفكارهم، بغاية دفع المشاريع المشتركة.  وذكّر بأنّ المشاريع المشتركة بين البلدين تشمل الحوكمة الرقمية، والتعليم الإلكتروني، وإحداث مواطن الشغل، والبيئة، والطاقات المتجددة، والفلاحة، والتعليم، مبرزا مواصلة تنويع المشاريع الثنائية. 

 يذكر ان كوريا الجنوبية تتطلع، بشكل خاص، لدعم التعاون الاقتصادي مع تونس في عدة قطاعات وفي مجالات ذات الاهتمام المشترك وخاصة دعم الاستثمارات الكورية في البلاد والولوج أكثر نحو السوق الإفريقية.

ويجعل نجاح كوريا الجنوبية الاقتصادي خاصة في المجال التكنولوجي منها نموذجا ملهما لعدة دول افريقية من بنيها تونس في قارة تتسم بقدرات بشرية وموارد طبيعية هامة وغير مستغلة بالشكل الجيد يمكنها توفير فرص كبيرة من مواطن الشغل علما ان تونس تعد بوابة هامة للولوج للقارة السمراء وللاستثمار في  القطاعات المتجددة بما تتميز به من مميزات تفاضلية وقدرات تجعلها منصة لشراكة ثلاثية تونسية كورية افريقية في مناخ مستقطب للمستثمرين والشركاء وهو ما يتطلب وضع برامج متواصلة للتكوين والتبادل الأكاديمي بين البلدين تستفيد منها الكفاءات الشابة وتكتسب بها مهارات تساعد في دفع  التنمية وبناء مسار تعاون لصالح البلدين .