شرعت السلطات الصينية، اليوم الخميس 10 أفريل 2025، رسميًا في تطبيق رسوم جمركية إضافية بنسبة 84% على جميع المنتجات الأمريكية المستوردة، في تصعيد كبير للحرب التجارية المتواصلة منذ أشهر بين بكين وواشنطن.
وبموجب هذا القرار، ستُفرض هذه الرسوم الجديدة على كافة السلع القادمة من الولايات المتحدة إلى الصين، دون استثناء.
ووفقًا للبيانات الصادرة عن مكتب الممثل التجاري الأمريكي، بلغت قيمة الواردات الصينية من المنتجات الأمريكية في عام 2024 نحو 143.5 مليار دولار، مما يعني أن هذه الإجراءات تطال حجمًا تجاريًا هائلًا.
رد صريح على الضغوط الأمريكية
يأتي هذا التصعيد من بكين ردًا على الإجراءات التجارية الأمريكية الأخيرة، لا سيما الزيادات الضخمة في الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، والتي بلغت الأسبوع الماضي 125% على المنتجات الصينية. وقد اعتبرت الصين هذه الخطوة “استفزازًا غير مبرر”، وأكدت حينها احتفاظها بحق اتخاذ تدابير انتقامية مماثلة — وهو ما أصبح الآن واقعًا.
وتستهدف الاستراتيجية الصينية، التي طالما حذر منها الخبراء الاقتصاديون، ضرب جميع القطاعات الأمريكية دون استثناء — الزراعية والصناعية والتكنولوجية — بهدف ممارسة أقصى قدر من الضغط على الاقتصاد الأمريكي، وفي الوقت ذاته حماية المصالح الوطنية الصينية.
تصاعد المخاوف وسط هشاشة اقتصادية عالمية
وفي ظل حالة الهشاشة التي يعيشها الاقتصاد العالمي جراء سلسلة من الأزمات الجيوسياسية والمالية، أثار هذا التصعيد الجديد مخاوف جدية من احتمال تعمّق الركود الاقتصادي العالمي. وقد أعرب عدد من الخبراء عن خشيتهم من أن تؤدي هذه السياسات الحمائية المتزايدة إلى تفاقم المخاطر الاقتصادية العالمية.
ووفقًا لتقرير صدر هذا الأسبوع عن البنك الآسيوي للتنمية، قد تتسبب هذه الرسوم الجديدة في انخفاض صادرات الولايات المتحدة إلى الصين بنسبة تقارب 30% خلال عام 2025، مع تأثير خاص على قطاعات الزراعة، والسيارات، والتكنولوجيا المتقدمة. وفي المقابل، من المتوقع أن يتجه المستوردون الصينيون نحو موردين بديلين، خاصة في جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.
حرب تجارية بلا نهاية؟
لم تصدر واشنطن حتى الآن ردًا رسميًا على هذه الخطوة الصينية، إلا أن عددًا من مسؤولي الإدارة الأمريكية ألمحوا إلى إمكانية فرض عقوبات تجارية إضافية. وقد صرّح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، الأربعاء، قائلاً: “الدول التي تختار المواجهة بدلًا من الحوار ستواجه عواقب اقتصادية طويلة الأمد.”
أما بكين، فظل خطابها صارمًا. فقد أكدت وزارة التجارة الصينية أن “الصين لا تسعى إلى التصعيد، لكنها في الوقت ذاته لن ترضخ للضغوط.”
وتنذر هذه المواقف المتشددة بمزيد من التوتر في الأسابيع المقبلة، في وقت تدعو فيه عدة دول إلى تحرك وساطة متعددة الأطراف لتجنّب تفكك أعمق في التجارة العالمية.
ومع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، يشكل دخول الرسوم الجمركية الإضافية بنسبة 84% على المنتجات الأمريكية حيز التنفيذ محطة حاسمة في هذه المواجهة الاقتصادية، التي تهدد بتداعيات عالمية واسعة النطاق.
وفيما تبادر الصين بالرد، يترقّب العالم بقلق مسار هذه الحرب التجارية، التي يبدو أن لا أحد من الطرفين مستعدّ للتراجع عنها.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات