أصبحت المسؤولية الاجتماعية للشركات مفهومًا أساسيًا في المشهد الاقتصادي العالمي، حيث تلعب دورًا حاسمًا في التنمية المستدامة للشركات والمجتمعات. وفي تونس، يكتسب هذا المفهوم أهمية متزايدة، ليس فقط باعتباره حافزا للأداء الاقتصادي، بل أيضا باعتباره ضامنا للانتقال وللتقدم الاجتماعي والبيئي. في هذا الإطار، اصدرت هيئة السوق المالية يوم أمس الخميس 30 ماي 2024 بموقعها الإلكتروني نتائج مسح احصائي شمل عينة تمثيلية من الشركات المدرجة في بورصة تونس للأوراق المالية تمحور حول منهج المسؤولية الاجتماعية للشركات بمختلف ابعادها وتحدياتها.
ويرمي المسح الاحصائي، حسب الهيئة، أساسا الى تقييم ممارسات المسؤولية الاجتماعية للشركات على مستوى عشرون مؤسسة مدرجة في البورصة وهي تمثل حسابيا أكبر قيمة سوقية. وحسب البيانات التي تم تجميعها، فإن التزام الشركات المذكورة في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات مرضي تماما، وهو ما ينعكس، على نحو خاص، في وضع استراتيجيات ديناميكية للمسؤولية الاجتماعية وتخصيص اعتمادات للبرامج والمشاريع المندرجة، في هذا الإطار.
استجابة عامة
بينت النتائج التي تم جمعها من هذا المسح أن جميع الشركات التي استجابت للتقييم تعتبر نفسها معرضة لمخاطر المسؤولية الاجتماعية للشركات، باعتبار أن نشاطها يتأثر بشكل كبير بتغير المناخ واستنزاف الموارد والتدهور البيئي والقضايا الاجتماعية، من جهة وبالنظر الى أنها تعاملاتها الخارجية لا سيما على مستوى التصدير، وبالتالي يمكن أن تتأثر بالتوجيه الأوروبي بشأن واجب اليقظة حول مسؤولية الشركات الأوروبية فيما يتعلق بسلسلة التوريد المتعلقة بها، من جهة اخرى.
كما كشفت المقابلات التي أجريت مع مديري هياكل المسؤولية الاجتماعية للشركات المدرجة في البورصة أن التنظيم يمكن أن يشكل رافعة هامة لتطوير المسؤولية الاجتماعية للشركات، لا سيما من خلال إطار قانوني مناسب مع مراعاة النصوص التطبيقية للقانون عدد 35 لسنة 2018 المؤرخ في 11 جوان 2018 والمتعلق بالمسؤولية الاجتماعية للشركات، مما يسمح بتحديد وتحقيق أهداف المسؤولية الاجتماعية للشركات المنصوص عليها في القانون المذكور مع مراعاة الاجراءات الأكثر دقة فيما يتعلق بإعداد التقارير حول انشطة المسؤولية الاجتماعية للشركات.
حوافز عديدة
قدمت سلطات الاشراف سلسلة من الحوافز تدعم استدامة أنشطة المؤسسات علما ان هذه الحوافز عرضت في مذكرة لهيئة السوق المالية تتعلق بالمزايا المالية والضريبية لصالح الاقتصاد الأخضر والأزرق والدائري والتنمية المستدامة. وتستحق هذه الأنظمة تعزيزها من خلال إدخال تدابير ومزايا جديدة بهدف تعبئة الموارد لصالح المسؤولية الاجتماعية للشركات، الأمر الذي يمكن أن يلعب دورا رائدا في إشراك المؤسسات التونسية في تنفيذ مناهجها في ميدان المسؤولية الاجتماعية.
في جانب اخر تبدي جميع الشركات، بغض النظر عن شكلها وحجمها، اهتماما خاصا بالمسؤولية الاجتماعية للشركات وقضايا التنمية المستدامة. وبالإضافة إلى التأثير الذي لا يمكن إنكاره والذي يمثله ذلك على المجتمع، فإن المعالجة المثلى لقضايا المسؤولية الاجتماعية للشركات أصبحت اليوم ضرورية لنجاح الشركات.
وسلط المسح الاحصائي الضوء على الاتجاه المتزايد للالتزام بالمسؤولية الاجتماعية للشركات من قبل الشركات المدرجة، على الرغم من استمرار التحديات فيما يتعلق بتنفيذها وتقييمها، لا سيما فيما يتعلق بالامتثال التنظيمي وإشراك مختلف المتدخلين. ويعد التزام هيئة السوق المالية، باعتبارها جهة تعديلية وتنظيمية للسوق المالية، بنهج المسؤولية الاجتماعية للشركات انعكاسا لرغبة السلطات في تعزيز الممارسات المسؤولة والمستدامة داخل السوق المالية التونسية.
شهدت روما هذا السبت وداعاً مؤثراً فقد رحل البابا فرنسيس عن عمر يناهز 88 عاماً،…
اعلنت الجامعة التونسية لكرة السلة اليوم السبت ان عملية سحب القرعة الخاصة بالدور نصف النهائي…
أدى الصراع في السودان، الذي استمر لأشهر عدة، إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة،…
شهد الفاتيكان هذا الصباح لحظة استثنائية في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، حيث احتشد ما…
أعلنت الجامعة التونسية لكرة القدم اليوم السبت أن عملية سحب قرعة الدور ربع النهائي لمسابقة…
تدور اليوم السبت 26 أفريل بداية من الساعة الثالثة بعد الزوال مباريات الدفعة الأولى من…
Leave a Comment