المعهد العربي لرؤساء المؤسسات ينشر نتائج مسح استقصائي حول تصورات تطور العلاقات الدولية لتونس

نظم المعهد العربي لرؤساء المؤسسات يوم أمس الخميس 13 جويلية 2023 الدورة الثامنة لمنتدى تونس، بالشراكة مع مكتب مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية بتونس تحت شعار “تونس والجيواستراترجيا الجديدة “.

وتناولت مداخلات الباحثين والمختصين المشاركين في الندوة الوضع الاقتصادي في علاقة بالجغرافيا السياسية والسيناريوهات المختلفة لتموقع تونس على الخريطة الجيوسياسية في العالم. كما تعلقت المداخلات بعرض دراسة تخص تحديات العلاقات المالية والتجارية مع الشركاء الدوليين إضافة الى تقديم نظرة عامة لمستقبل العلاقات الاقتصادية التونسية مع الخارج.

نظرة على العلاقات الدولية لتونس

وتم في اطار فعاليات الندوة عرض نتائج مسح استقصائي جرى اعداده في سياق تقييم تصور تطورات العلاقات الدولية لتونس.

وشمل المسح الاستقصائي عينة من 825 شخصا يمثلون شرائح مختلفة من المواطنين التونسيين الذين تزيد أعمارهم على 18 عاما وذلك استنادا الى منهجية توزيع الفئات الاجتماعية (الجنس والعمر والشغل) علما ان جمع المعطيات فد وقع بواسطة طريقة المسح الهاتفي بمساعدة الكمبيوتر (CATI) عن طريق إرسال استبيانات عبر الإنترنت طيلة الفترة الممتدة من 15 إلى 27 ماي 2023.

ويرى 50% من المستجوبين أن الدول التي ستحقق أفضل أداء هي تلك التي ستتعاون أكثر مع الدول الأخرى حتى لو كان ذلك يعني تقديم تنازلات من أجل مصالحها الخاصة.

كما لاحظ 79.10% من المشاركين في المسح الاستقصائي أنه يتعين على تونس مزيد تطوير المبادلات مع الاتحاد الأوروبي، ثم مع الصين في موقع ثان وذلك بنسبة 77.14%.

وشدد جل المستجوبين على ان الدول الثلاث التي يجب أن تزيد تونس من توطيد علاقاتها معها هي الصين والولايات المتحدة والجزائر.

ووفقا لمسح المعهد، فإن 71% من المشاركين يرون أن علاقات تونس المالية مع بعض الشركاء لها تأثير على علاقاتها الاقتصادية مع شركاء اخرين.

تحديات مهمة

تشير الورقة العلمية للندوة الى أن تداعيات تعاقب الصدمات الأخيرة في العالم، مثل الصراع الروسي الاوكراني ومخلفات جائحة كوفيد-19، أدت إلى اتجاهات جديدة في العلاقات الدولية تسببت في حدوث انتكاسة في التكامل الاقتصادي العالمي عوضه تعزيز التكامل الإقليمي وتقارب التكتلات المتجانسة سياسيا وذلك سواء في خصوص العلاقات التجارية أو التمويل أو تأمين الاحتياجات من المواد الخام.

وفي هذا السياق المتغير باستمرار، أصبح فهم الجغرافيا السياسية أساسيا لرسم معالم خطط مناسبة لتطوير العلاقات الدولية لبلد ما.

وبالتالي، فإن الاهتمام المتزايد بالجغرافيا السياسية يعكس وعيا بالديناميكيات العالمية المتغيرة بشكل متواصل. ويدرك الفاعلون الاقتصاديون على هذا الأساس وبشكل متزايد أهمية التحديات المطروحة في هذا المجال، والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قراراتهم الاقتصادية، وهي التي أصبحت تتأثر كذلك أكثر من أي وقت مضى بالعلاقات الدولية لبلدانهم.

كما تم التأكيد من أن وضع الدول الهشة اقتصاديا وشركاتها صار أكثر تعقيدا، فهي مضطرة إلى مراجعة علاقاتها الدولية الواقعة تحت قيود التبعيات المالية، مع محاولة النفاذ إلى الأسواق العالمية الكبرى وضمان توريد المواد الخام.

ويتعين على تونس وفقا للورقة العلمية للمنتدى، التفكير في دعم تعاونها مع المنظمات الدولية والمالية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، بما يضمن ملاءتها المالية.

ويؤكد المعهد العربي لرؤساء المؤسسات في هذا الإطار على أن المنتدى هو فضاء للنقاش والتفكير لمساعدة تونس على مواجهة هذه التحديات الاقتصادية الحاسمة.