يكتسي وجود تونس بين دولتين غنيتين بالموارد الطبيعية وخاصة الغاز والنفط وهما الجزائر وليبيا أهمية قصوى وعاملا في غاية من الأهمية يمكن أن يكون حلا لاسيما مع مرور تونس حاليا بأزمة مالية واقتصادية فهل قامت بلادنا باستثمار عامل القرب الحغرافي ؟
و في هذا السّياق أكّد اليوم خبير الاقتصاد بسّام النيفر في تصريح لتونس الرّقمية على أهمّية العلاقات الاقتصاديّة بين تونس و الجزائر من ناحية و تونس و ليبيا من ناحية أخرى، إذ انّ الدّولتين تعتبران من أهم الاسواق القريبة بالنّسبة لتونس، و قد تمّ في السّنوات الاخيرة العمل على تطوير العلاقات بين تونس و القطرين الجزائري و الليّبي…
فبالنّسبة للجزائر، تمّ تدعيم العلاقات السّياسية القوية بدعم مالي هام، و لكن على مستوى التّبادل فانّ تونس تستورد الغاز و تستورد ايضا النّفط، مما ينتج عنه عجزا دائما في الميزان التّجاري و قد قدّرت هذه الخسارة بما قيمته 3933 مليون دينار إلى غاية شهر نوفمبر من سنة 2023، و هذا الرّقم يعتبر من اهمّ نقاط ضعف الميزان التّجاري التونسي، على حدّ تعبيره.
و قال النيفر إنّ الصادرات في علاقة بالمبادلات التّجارية التونسية الجزائريّة قد تجاوزت المليار دينار، خلال الـ 11 شهرا الاولى من السّنة الحالية في حين تجاوزت الواردات الـ 5 مليار دينار في نفس الفترة و هو رقم كبير جدا مقارنة بالصادرات.
أمّا بالنّسبة للمبادلات التجارية التونسية الليبية فإنّ الميزان التّجاري التونسي حقق فائضا و ذلك إلى حدود شهر نوفمبر 2023، إذ بلغ 2099 مليون دينار، و هو فائض يعتبر مهما لانّه يحتل المرتبة ما بعد الاتحاد الاوروبي و الأسواق الكبرى كفرنسا و ايطاليا و ألمانيا، و ليبيا تعتبر متنفّسا لعديد الصّناعات التونسية و خاصة الصّناعات الغذائيّة و هذا مقابل تسجيل ضعف في الواردات من السّوق الليّبية و يعود ذلك أساسا لعدم الاستقرار الأمني في الشّقيقة ليبيا بالاضافة لكونها ليست بلدا صناعيا منتجا بل يقوم الاقتصاد فيه على الصّناعات النفطيّة بالأساس، على حدّ قول محدّثنا.
وتابع خبير الاقتصاد القول إنّه من الضّروري في السّنوات القادمة خلق تكامل مع هذه الاسواق، اذ من الممكن ان تكون تونس بمثابة المصنع، على مستوى الصّناعات الغذائيّة، و حتى بعض الصّناعات الاخرى.
و بالنّسبة للجزائر و التي تعتبر وضعيتها الاقتصاديّة أفضل إذ انّها أكثر استقرارا و تتمتع ايضا بامكانيات مالية كبيرة فمن الممكن التّقدم في العلاقة الاقتصاديّة معها على مستوى تدعيم الاستثمار الجزائري في تونس، و من الممكن ايضا ربط تعاون على مستوى القطاع الفلاحي و على مستوى قطاع الخدمات خاصة السّياحية، وفق تقدير محدثنا.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
تعليقات