اقتصاد وأعمال

بنك البريد: مشروع طموح متعدد المزايا رغم التردد

أبدى محافظ البنك المركزي التونسي، مروان العباسي، خلال يوم دراسي عقد مؤخرا في تونس العاصمة، تحفظاته بشأن إنشاء بنك بريدي في تونس.

ويرتكز هذا الموقف، بحسب المحافظ، على عدة اعتبارات موضوعية، لا سيما الحاجة إلى إصلاح معمق للقطاع البنكي في تونس، مع تشجيع عمليات دمج المؤسسات المالية لبعث بنوك عملاقة ذات حجم أكبر على مستوى الاصول والتعاملات، بشكل عام.

مسألة تحويل مؤسسة البريد إلى بنك شامل

كانت المناقشات حول تحويل مؤسسة البريد التونسي إلى بنك شامل، محور عدة اجتماعات شارك فيها ممثلو المؤسسة، برعاية وزارة التكنولوجيات والاتصال، علما انهم التقوا مرتين مع مسؤولي البنك المركزي لمناقشة الوضعية المحتملة للتحول المحتمل للمؤسسة الى مصرف تجاري.

لكن العباسي أكد أن البنك المركزي طلب إعداد ملف مالي نموذجي لهذه المرحلة الانتقالية. وحتى الآن، لم يتواصل مسؤولو البريد مع البنك المركزي حول هذا الموضوع.

وشدد محافظ البنك المركزي التونسي أيضا على أهمية أن يكون الملف المالي النموذجي مطابقا لمعايير صارمة لتجنب تكرار أخطاء الماضي. وأشار إلى الخطأ الذي وقع أثناء دمج بنوك التنمية في بداية الألفية، وأبرزها دمج البنك التونسي الليبي وقد تركت هذه التجربة الماضية آثارا سلبية في القطاع المالي ومن الضروري عدم تكرار هذه الأخطاء.

تشتت السوق البنكية

أقر مروان العباسي بصراحة أن السوق البنكية التونسية مثقلة حاليا بمشاكل اهمها التشتت وضعف حجم المعاملات، مع وجود عدد كبير من البنوك التجارية (22). وقد ولدت هذه الوفرة المفرطة العديد من المشاكل، وذلك خاصة فيما يتعلق بحجم البنوك العاملة.

وشدد على ضرورة قيام هذه المؤسسات البنكية بالتوسع وتدويل عملياتها وفتح فروع لها في الخارج، خاصة في إفريقيا. وضرب في هذا الصدد مثال البنوك المغربية التي تمكنت من توسيع حضورها في العديد من البلدان الإفريقية.

ولا يزال إنشاء بنك بريدي في تونس محل نقاش مستمر. وتسلط حجج محافظ البنك المركزي الضوء على التحديات والقضايا المرتبطة بمثل هذا التحول، إلا أن إنشاء بنك بريدي له العديد من المزايا حسب الخبراء.

مميزات إنشاء بنك بريدي

يمكن إنشاء بنك بريدي في تونس من تحقيق مزايا عديدة. اولها تعزيز الإدماج المالي من خلال جعل الخدمات البنكية الأساسية في متناول الفئات الاجتماعية التي لا تملك حسابات بنكية بالإضافة إلى ذلك، سيقدم بنك البريد مجموعة واسعة من الخدمات البنكية، مما يساهم في الرفاهية المالية للمواطنين. ومن شأن مكاتب البريد، التي تقع غالبا في المناطق الريفية والنائية، أن تسهل الوصول إلى الخدمات البنكية في هذه المناطق، مما ينجر عنه تحفيز التنمية الاقتصادية.

ومن الممكن أن يعمل بنك البريد على تبسيط توزيع المنح الاجتماعية، مما يقلل من التكاليف الإدارية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمؤسسة تقديم خدمات بنكية منخفضة التكلفة، مفيدة للأشخاص ذوي الدخل الضعيف والشركات الصغيرة، مع إدخال المنافسة على القطاع البنكي، مما قد يؤدي إلى خدمات أفضل وعمولات أقل.

علاوة على ما سبق، يمكن لبنك بريدي يتمتع بإدارة جيدة أن يساهم في الاستقرار المالي للبلاد وتوفير فرص للتوسع الدولي، وبالتالي تعزيز القطاع المالي التونسي. ومع ذلك، فإن نجاح هذا المشروع يعتمد على التخطيط الدقيق والحوكمة القوية والتنظيم الفعال والإدارة الكافية للمخاطر، فضلاً عن التعاون بين السلط المعنية.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى