اقتصاد وأعمال

تحليل : كيف ستكون أسعار برميل النفط في عام 2023 ؟

التنبؤ بالاتجاه في أسعار النفط صعب لأن العوامل التي يمكن أن تؤثر على مسار الأمور عديدة وغير مؤكدة. ولكن بدءًا من البيانات الحالية، تم التوصل إلى إجماع خبراء الاقتصاد على أن متوسط ​​أسعار نفط برنت لن يتجاوز 89.37 دولارًا هذا العام، مقارنة بمتوسط ​​99 دولارًا في عام 2022.

والسبب الرئيسي الذي ذكره الاقتصاديون هو الركود العالمي وما تبعه من انخفاض في الطلب عندما يتم الشعور بآثار ارتفاع التضخم وارتفاع أسعار الفائدة.

محاربة التضخم وانخفاض الطلب العالمي

هذا الاتجاه التنازلي ليس جديدًا. منذ اندلاع الصراع في أوكرانيا، اقترب النفط من ذروته بالقرب من 140 دولارًا في مارس 2022. وفي جوان 2022، كان خام برنت لا يزال فوق 120 دولارًا، لكن الأسعار تراجعت بعد ذلك إلى درجة أن برميل النفط اليوم يتداول دون 90 دولارًا، تقوضه بشكل خاص تداعيات تدهور الوضع الاقتصادي تحت تأثير التشديد النقدي الذي تم تنفيذه تقريبًا في كافة انحاء العالم لمحاربة التضخم.

ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في عام 2023 وفقًا لخبراء القطاع وبالإضافة إلى الآثار النقدية على الاقتصاد، يدعم هذا الاتجاه أيضًا الارتفاع المفاجئ في حالات كورونا في الصين التي تهدد نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم والطلب على النفط في البلاد، أكبر مستورد للخام في العالم إضافة إلى تأثير طفيف متوقع من العقوبات الغربية الجديدة الهادفة إلى وضع سقف لسعر شراء النفط الروسي عند 60 دولارًا. وهو قرار سيكون له تأثير ضئيل، وفقًا للخبراء.

هذه هي المتغيرات بشكل عام التي أسست هذا الإجماع العالمي على استقرار أسعار النفط في عام 2023، أو على الأقل الاحتمال المنخفض لحدوث ارتفاع غير متناسب في سعره.

نهاية القيود في الصين قد تقلب كل شيء رأسًا على عقب

لكن كل شيء يمكن أن يتغير في أي وقت، خاصة مع الصين التي قطعت مع سياسة صفر كورونا وأعادت فتح البلاد، مما يمكن أن يرفع الأسعار بسهولة مع الثلاثي الثاني من العام الحالي، كما حذر العديد من المحللين. خاصة أنه من غير المتوقع أن يزداد العرض في هذه الأثناء. فيما يتوقع البعض بالفعل ارتفاع سعر البرميل إلى 115 دولارًا نهاية عام 2023 ….

ويعد تعافي النشاط الاقتصادي في الصين، حيث خففت السلطات بشكل كبير من القيود الصحية أهم حافز لارتفاع سعر البرميل في المستقبل، وفقًا لمحللي السوق.

على سبيل المثال، يتوقع بنك UBS نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 5 بالمائة في عام 2023. وهذا يعني أن نمو الطلب في ثاني أكبر اقتصاد في العالم يمكن أن يحدث في الأشهر المقبلة، مما يؤدي آليا إلى ضغوط كبيرة على سوق النفط.

وكما توجد عوامل صعود، توجد أيضًا عوامل هبوط للنفط في عام 2023، خاصة أنّ أغلب المحللين طرحوا فرضية عمل بمتوسط ​​سعر 85 دولارًا للبرميل رغم أن السوق يشهد حالة مذهلة من التقلب.

وتنحصر التوقعات باختصار في سعر يتراوح بين 85 دولاراً و115 دولاراً على الأكثر. وهو ما يظل مطمئنًا إلى حد ما مقارنة بالتطور الجنوني للأسعار في عام 2022 …

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى