اقتصاد وأعمال

تسليم أول وحدة لتوليد الطاقة الخضراء انطلاقا من غاز الميثان الحيوي المستخرج من الفضلات المنزلية

انتظم، الثلاثاء، حفل تسليم أوّل وحدة لتوليد الطاقة الخضراء باعتماد غاز الميثان الحيوي المستخرج من الفضلات المنزلية، تندرج في إطار اتفاقية تعاون بين الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وسفارة اليابان بتونس.

ويهدف المشروع النموذجي، المنجز بالمصب المراقب للنفايات المنزلية بمنطقة “وادي لاية”، من ولاية سوسة، إلى تثمين واستغلال الميثان الحيوي المستخرج من الفضلات المنزلية، وهو من الطاقات المتجددة، ويمثل نموذجا فعالا لتطبيق الاقتصاد الدائري في ما يتعلّق بالنفايات.

ويأتي البرنامج في إطار التعاون بين الحكومتين التونسيّة واليابانية، وبتنفيذ من برنامج الامم المتحدة اللمستوطنات البشرية. ويندرج البرنامج ضمن مخرجات النسخة الثامنة لندوة طوكيو الدولية حول التنمية في افريقيا “تيكاد”، التي انعقدت بتونس يومي 27 و28 اوت 2022.

وقال سفير اليابان بتونس، تاكيشي اوسوغا، خلال حفل التسليم، الذّي انتظم بمقرّ الوكالة الوطنية للتصرّف في النفايات، أنّ المشروع يعد مبادرة أولى في تونس، لتحويل النفايات إلى طاقة متجددة. وشدّد على أنّ هذه التكنولوجيا المبتكرة تساهم في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستديمة.

ودعا أوسوغا، السكّان، الى دعم هذا الجهد والحرص أكثر على “مستقبل كوكبنا”. وعبّر الديبلوماسي الياباني عن يقينه ان هذه المبادرة ستدفع نحو تعزيز الحوكمة البيئية في تونس والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستديمة للأمم المتحدة.

من جهته أكّد المدير العام للوكالة الوطنية للتصرف في النفايات، بدر الدين الأسمر، أنّ إدارة النفايات في تونس تعتبر من المحاور الأساسية، التّي تحظى بالأولويّة القصوى في عمل الحكومة.

وأفاد بأنّ الحكومة تعمل على تطوير هذا القطاع والبحث عن سبل جديدة لإعادة تدوير مختلف أنواع النفايات وتعزيز الاقتصاد الدائري وتثمين الطاقة وتشريك القطاع الخاص عبر تطبيق المسؤولية الموسعة للمنتج وتغيير نمط الاستهلاك وتقليص إفراز النفايات.

وحول اطار انجاز وحدة توليد الطاقة الخضراء بوادي لاية من ولاية سوسة، قال رئيس مشروع تحويل النفايات الى طاقة كهربائية لدى مكتب الامم المتحدة للمستوطنات البشرية بتونس، مجدي فريحي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، “قمنا بدراسة كامل مسار التصرّف في النفايات بتونس، من المنزل إلى غاية المصب النهائي، وجمعنا المعطيات حول الإشكاليات، التّي تتعلّق بهذا المسار، وقمنا بتشخيص المشاكل المحيطة بالمصبات، التّي تشكّل مصدرا لعديد الإشكاليات البيئية”.

وتابع القول “حصلنا على التمويل اللازم للمشروع، بمناسبة قمّة تيكاد، بالاتفاق مع الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات من أجل تثمين غاز الميثان” مبرزا ان اختيار مصب وادي لاية بولاية سوسة، يعود إلى أنّ سوسة هي أولى المدن التونسية، التّي انضمت الى الشبكة الافريقية للمدن النظيفة.

وأكّد الفريحي أن المشروع في كل مراحله أنجز بأياد تونسيّة، إنطلاقا من إنجاز الدراسة، مرورا بصنع المحرك. وأضاف بأنّه جمع “لاوّل مرة كل الاطراف المعنية حول مائدة واحدة للاتفاق بشأن تفاصيل بيع وشراء غاز الميثان المهم والخطير جدّا على البيئة والصحة، والذّي يتطلب سرعة الضخ، بمجرد تحويله مباشرة، اما في الشبكة الوطنية للغاز او الشبكة الوطنية للكهرباء.

وقال أنّ الوحدة تستغل 1،5 بالمائة فقط من الطاقة، التّي يمكن أن يوفرها المصب المراقب وتتولى تحويل بين 20 و30 متر مكعب في الساعة من غاز الميثان إلى 60 كيلواط في الساعة من الكهرباء، أي ما يكفي لتزويد 400 منزل، سنويا، من الطاقة الكهربائية انطلاقا من الفضلات. وأفاد بأنّه من المتوقع بلوغ إنتاج 2200 متر مكعب في الساعة في أفق 2030.

وأشار إلى أنّ الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة والشركة الوطنية للكهرباء للغاز اتفقتا على سعر بيع موحد وهو في الاصل الهدف الاساسي من هذا المشروع النموذجي، الذّي ستعقبه مشاريع أخرى.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى