اقتصاد وأعمال

تيكاد 8 : أفق تعاون تونسي ياباني جديد

تستعد تونس بنسق حثيث لاحتضان مؤتمر طوكيو الدولي الثامن للتنمية بإفريقيا لسنة 2022 المزمع عقده نهاية اوت القادم وهو مؤتمر تم اقراره بدعم من 54 بلدا خلال القمة 33 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي التي التأمت بأديس أبابا يومي 9 و10 فيفري 2020، ومن المنتظر ان يشهد هذا الحدث مشاركة حوالي 50 رئيس دولة وحكومة إفريقية ورئيس الوزراء الياباني وأعضاء حكومته ورؤساء منظمات دولية وأكثر من 11 ألف مشارك من مؤسسات يابانية وإفريقية من القطاعين العام والخاص وخبراء وأكاديميين وممثلي عن المؤسسات المالية الدولية.

ويأتي ذلك في إطار تطلع تونس لان تصبح بوابة افريقيا لتعاون ثلاثي تونسي افريقي ياباني بما يساهم في تعزيز التعاون وتدعيم آفاق للشراكة بين الدول الافريقية واليابان وتكثيف المبادرات في المجالات التنموية والاقتصادية، في سياق تحرص فيه اليابان على مزيد الدفع بعلاقات التعاون المشترك، والعمل على دعم التجربة التونسية في المجالات الاقتصادية والتقنية.

ووفق وزارة الخارجية التونسية ستشكّل الدورة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية مناسبة هامّة لإبراز الالتزام الدولي عامّة والياباني بشكل خاصّ تجاه القارة الإفريقية وتجسيم روح التكافل والتضامن والعمل الجماعي لمواجهة التحدّيات المشتركة وتحقيق أهداف التنمية الشاملة والدائمة علما ان العلاقات الديبلوماسية بين تونس و اليابان انطلقت سنة 1956 وتم منذ ذلك الحين رفع التأشيرة عن التونسيين الذين يرغبون بزيارة اليابان، و افتتحت اليابان سفارتها في تونس سنة 1969 و بعد عشر سنوات افتتحت سفارة تونس باليابان سنة 1979، اما اللجان المشتركة فقد انطلقت منذ سنة 1985 و تم امضاء اول عقد تجاري سنة 1960.

وفي هذا الإطار بين يوم امس الأربعاء 31 مارس 2022 المرصد التونسي للاقتصاد في مذكرة أصدرها بعنوان “تونس تبحث عن التموقع في افريقيا جنوب الصحراء عن طريق اليابان” ان وزارة الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج ابرزت في بلاغ إعلامي نشرته عقب اجتماع افتراضي وزاري تحضيري للدورة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا “تيكاد”، تأكيد الوزير عثمان الجارندي على استعداد تونس الدائم للانخراط في كل المسارات التي من شأنها تعزيز العلاقات الإفريقية-اليابانية وإرساء شراكة متينة وتعاون اقتصادي فعّال يساهم في تجسيم آمال دول القارة في التقدم وتحقيق أهدافها التنموية.

وتحتضن تونس، حسب المرصد، للمرة الأولى مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في افريقيا “تيكاد” في نسخته الثامنة، وهو مؤتمر يعقد بانتظام منذ سنة 1993 بهدف تعزيز حوار رفيع المستوى بين بلدان القارة الافريقية واليابان بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة وتسعى اليابان من خلال هذا الحدث الاقتصادي الى تعزيز الشراكة التعاونية بين الطرفين وترسيخ مبادئ “الملكية الإفريقية” و”الشراكة الدولية “.

كما جرت الإشارة الى تركزّ نقاشات الاجتماع الذي شمل كل من وزير خارجية تونس ووزير خارجية اليابان ووزراء خارجية البلدان الافريقية وممثلي بقية الأطراف على غرار الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي والبنك الدولي، حول التنمية المستدامة والشاملة والحد من الفوارق الاقتصادية وبناء مجتمعات مستقرة وأكثر صمودا وأمنا بالقارة الإفريقية. وسبق في هذا الصدد ان انطلقت الغرفة التونسية اليابانية للتجارة والصناعة التي تم إنشاؤها في ديسمبر 2014 في تنظيم عدد من الاجتماعات والملتقيات تحضيرا للمؤتمر على غرار ندوة الاقتصاد الأزرق والأعمال التجارية الزراعية يوم 17 مارس. كانت الندوة فرصة لاستعراض افاق الشراكة التونسية اليابانية والافريقية في مجالات الزراعة المبتكرة وتربية الأحياء المائية ومجالات أخرى ذات صلة بهدف تبادل الخبرات وتعزيز أطر التعاون.

في جانب اخر أوضحت مذكرة المرصد التونسي للاقتصاد ارتفاع حجم استثمارات اليابان في تونس ليناهز 2.5 مليار دولار خلال السداسية الأولى لسنة 2021 لتصبح اليابان ثالث أكبر مستثمر أجنبي في تونس وتوفر هذه الاستثمارات حوالي 20 ألف موطن شغل. تسعى سلطة الاشراف في تونس المتمثلة في الحكومة التونسية والغرفة التونسية اليابانية للتجارة والصناعة لإنجاح المؤتمر الذي يمثل فرصة لتعزيز التعاون بين تونس واليابان وفرصة أيضا لتونس للانفتاح على الاقتصاد الافريقي.  ومع ما تعانيه القارة الافريقية من شح الموارد المالية اللازمة لتمويل التنمية المستدامة وتحقيق أهدافها فإن التعاون الثنائي بين القارة الافريقية واليابان يمثل فرصة للحصول على هذه التمويلات التي سيقع توجيهها في إطار تيكاد 8 الى الاقتصاد الأزرق والصحة والفلاح والبنية التحتية والاقتصاد الرقمي والتكوين فقد سبق لليابان ان خصصت 20 مليار دولار لدعم الشركات والمشاريع ذات القيمة المضافة في النسخة السابعة من المؤتمر تيكاد 7 الذي وقع تنظيمه سنة 2019 في اليابان.

كما يعتبر تيكاد 8 أهم حدث اقتصادي في سنة 2022 للقارة الافريقية عموما ولتونس خصوصا فهو النسخة الثانية من الحدث الذي تحتضنه القارة بعد تيكاد 6 الذي وقع تنظيمه في نيروبي عاصمة كينيا سنة 2016. ستكون تونس العاصمة الاقتصادية لإفريقيا على امتداد يومي 27 و28 أوت 2022 وعلى تونس وبقية بلدان القارة الاستفادة من ثقة اليابان في إمكانيات بلدان القارة واستعدادها للاستثمار فيها من اجل النهوض بالشراكة الافريقية اليابانية وفتح افاق جديدة للتعاون الاقتصادي.

يذكر ان غرفة الصناعة والتجارة التونسية اليابانية تحرص بشكل خاص على التوظيف الأمثل لتظاهرة تيكاد 2022 لتدعيم التعاون الثلاثي التونسي الياباني الإفريقي في مجالات محددة حيث نظمت لقاءات قطاعية في سياق السعي لتكوين دليل خاص بالمشاريع التونسية الممكن تنفيذها بالتعاون مع الاطراف اليابانية وإقناعها بأن تكون تونس محطة مهمة في خارطة الاستثمارات اليابانية في إفريقيا.

هذا ويتواجد في تونس 22 مؤسسة يابانية تونسية منها 13 مؤسسة يابانية بحتة تنشط في مجال أسلاك السيارات والمكونات الالكترونية. وتصدر تونس بالأساس إلى اليابان زيت الزيتون ومنتوجات البحر أساسا التن. وتوجد في افريقيا 750 مؤسسة يابانية اغلبها منتصبة في غرب إفريقيا. ويقع اختيار الجانب الياباني التموقع بالأسواق حسب معايير محددة وذلك انطلاقا بالأساس من حجم السوق ونسب النمو المسجلة وجاذبيته من حيث فرص الاستثمار. كما يتخوف المتعامل الياباني دائما من التغيرات في القوانين وعدم تطبيقها علاوة على عدم الاستقرار السياسي.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى