علّق اليوم الخميس، 24 نوفمبر 2022، خبير الاقتصاد عزّ الدّين سعيدان في تصريح لتونس الرّقمية على صدور قانون الماليّة التعديلي لسنة 2022، و قال سعيدان إنّ المتعارف عليه ان تقوم الحكومات بتقديم جملة من الإجابات على عدد من الاسئلة الأمر الذّي أصبح غير مطروح في الفترة الحالية.
و اشار خبير الاقتصاد إلى انّ العجز في الميزانيّة الحاليّة يقارب الـ 10 مليار دينار و لا يوجد أي جواب بخصوص الكيفيّة التي سيتمّ عبرها تغطيّة هذا العجز خاصة و أنّ الحكومة تعتمد فقط على القروض و لكن مصدر هذه القروض غير معلوم، و نوّه في ذات السّياق إلى انّ الحكومة إلى اليوم لم تقم بإغلاق قانون المالية المتعلّق بسنة 2021، و لم تقدّم اي تفسير حول هذا الموضوع أيضا.
و طرح محدّثنا تساؤلا حول إذا ما كان العجز بـ 10 مليار دينار يأخذ بعين الاعتبار، مستحقّات المؤسّسات العموميّة، و مستحقّات القطاع الخاص على الدّولة و هل سيتمّ تسديدها ام لا.
و عن ما إذا كان القرض الذّي ستتحصّل عليه تونس من قبل صندوق النّقد الدّولي قادرا على سدّ هذا الثّقب في الميزانيّة ام لا، أكّد سعيدان ان تونس إلى الآن لم تتحصّل على الموافقة النّهائيّة و قرار صندوق النّقد الدّولي سيحسم في 19 ديسمبر القادم كما انّ هذا القرض سيقسّم على 8 أجزاء على امتداد 4 سنوات و كلّ جزء يساوي تقريبا 240 مليون دولار، و ان تمّ الوصول إلى اتفاق نهائي سيتمّ الحصول على 240 مليون دولار فقط قبل نهاية السّنة و هذا المبلغ لن يحلّ مشكل العجز في الميزانيّة.
هذا و أوضح خبير الاقتصاد انّه يتمّ التّوجه نحو استغلال ميزانيّة عدد من الوزارات لحلّ مشكل المالية العموميّة و هو الامر الذي ذكره وزير الاقتصاد بقوله “إنّ الحكومة اضطرّت للتضحية بميزانيّة الاستثمار” و الاستثمار العمومي يعدّ ضعيف جدا خلال السّنوات الاخيرة و خاصة في سنة 21 و 22 و سيزيد ضعفا، و فق قوله.
و لفت إلى أنّ الدّولة تتوجّه ايضا نحو الضّغط الجبائي الذّي يعتبر الأعلى في إفريقيا ككلّ، مشدّدا على أنّه يوجد حدّ للزّيادة في الجباية لأنّه من غير الممكن الزّيادة إلى ما لا نهاية خاصة و أنّ الجباية تسبب مشاكل اعمق من مشاكل المالية العمومية منها اثقال كاهل المؤسّسة الإقتصاديّة و التي ستصبح غير قادرة على النّشاط و على الاستثمار بالإضافة إلى إضعاف القدرة الشّرائيّة للمواطن التونسي مما يهدّد دورة اقتصاديّة كاملة.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
تعليقات