أكّد اليوم خبير الاقتصاد عزّ الدّين سعيدان في تصريح لتونس الرّقمية أنّ صندوق النّقد الدّولي على علم بكلّ احترازات الاتحاد العام التونسي للشّغل بخصوص جملة الشّروط التي قدّمها للحكومة، و ذلك في تعليقه على تصريح نور الدّين الطّبوبي بخصوص المكالمة الهاتفيّة بينه و بين نجلاء بودن رئيسة الحكومة اثر زيارة وفد صندوق النّقد الدّولي لمقرّ الاتحاد.
و أضاف سعيدان أنّ نفس الاحترازات على شروط صندوق النّقد الدّولي كانت موجودة أيضا خلال اجراء المحادثات عن بعد مع صندوق النّقد الدّولي في شهر فيفري الفارط، مشيرا إلى أنّه تمّ طرح تساؤل كبير على تصريحات الحكومة وقتها و التي أكّدت وجود تقدّم كبير في المحادثات مع صندوق النّقد الدّولي، في حين أنّه خلال اللّقاء الأخير بين الاتحاد و صندوق النّقد الدّولي تبيّن العكس تماما.
هذا و شدّد خبير الاقتصاد انّه ليس من حقّ المنظّمة المانحة أن تشترط التوافق بين الحكومة و الاتحاد بالرّغم من ما كان قد صرّح به يوسف الشّاهد في مرحلة سابقة، و هو الأمر الذّي أضعف حجّة تونس الآن، و فق رأيه.
و لاحظ سعيدان أنّ شرط التوافق لم يضعه صندوق النّقد الدّولي كتابيا بل وضع في إطار المحادثات الشّفاهيّة فقط و هو ما يدلّ على أنّ صندوق النّقد أخطأ في حقّ تونس لما جعل اتحاد الشّغل الطّرف المحدّد أو المعطّل للمفاوضات و أعطاه حقّ الفيتو. و تابع سعيدان القول بأنّ الأمور الآن قد تعقّدت أكثر و هذا ما يشكلّ شكوكا في إمكانيّة انطلاق المفاوضات.
و في إجابة عن سؤال كم يجب من الوقت إذا انطلقت المفاوضات لحصول تونس على تمويل من صندوق النّقد؟ قال سعيدان إنّه اذا انطلقت العمليّة فعليا فإنّ الأمر يتطلّب ما بين 3 إلى 5 أشهر حتى تتوصل تونس إلى اتفاق.
أمّا بخصوص كيف ستصمد المالية العموميّة إلى ذلك التاريخ… أوضح محدّثنا أنّ ميزانيّة الدّولة لسنة 2022 بنيت على فرضيّة ان يتمّ الاتفاق مع صندوق النّقد الدّولي في مارس الحالي، كما أنّها بنيت على فرضيّة أنّ تونس في حاجة إلى 20 مليار دينار لتتمكّن من تسديد ديونها لهذه السّنة، و لكن بعد اندلاع الحرب بين روسيا و أكرانيا ارتفعت حاجيات تونس و ذلك بسبب ارتفاع أسعار برميل النّفط و ارتفاع أسعار الحبوب وتأثير الحرب على الموسم السّياحي أيضا.
و قدّر بذلك خبير الاقتصاد عزّ الدّين سعيدان أن تكون حاجيات تونس في حدود 27 مليار دينار، مما يعني أنّ الأوضاع أصبحت أصعب بكثير مما كانت عليه قبل اندلاع الحرب، وفق قوله.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
تعليقات