سجلت صادرات تونس من الأدوية خلال سنة 2024 ارتفاعًا ملحوظًا، حيث بلغت قيمتها 396.4 مليون دينار، أي بزيادة تفوق 11% مقارنة بسنة 2023. وتوزعت هذه الصادرات على أسواق أوروبا، والدول العربية والخليجية، إضافة إلى أسواق إفريقيا جنوب الصحراء.
هذا وتوجد العديد من الفرص المتاحة لمزيد تطوير هذه الصادرات ضمن الاتفاقيات الاقتصادية القارية، وأهمّها اتفاقية منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية (زليكاف) والسوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (كوميسا)، مما يستدعي استثمار هذه الأطر من أجل دفع التجارة البينية وتعزيز موقع المنتجات الصحية والصيدلية التونسية في الأسواق الإقليمية والعالمية.
يأتي ذلك ضمن تأكيد مراد بن حسين الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات لدى مشاركته في فعاليات المنتدى الدولي للصيدلة، الذي انتظم بتونس العاصمة من 30 أفريل إلى 2 ماي 2025، تحت شعار “الصيدلة في عصر الذكاء الاصطناعي”، وذلك بحضور لافت لأكثر من 70 عارضًا من 30 دولة، وبمشاركة نخبة من 50 خبيرًا دوليًا في المجال الصيدلي.
وقد هيّأ المركز، ضمن الفضاء المؤسساتي، منصة حيوية للتعريف بالخدمات والامتيازات التي يضعها على ذمة المؤسسات التونسية المصدّرة، لا سيما الشركات الناشئة والمبتكرة. ومثلت هذه المنصّة نقطة التقاء استراتيجية مع عدد من الفاعلين الدوليين، خاصة من أسواق إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك في إطار توسيع آفاق التعاون وتبادل الخبرات.
كما جرى، في ذات السياق، تنشيط مائدة مستديرة حول التعاون جنوب–جنوب في قطاع الأدوية، تم التركيز في اطارها على مقوّمات قطاع تصنيع الادوية في تونس، الذي يتميز بجودة الإنتاج وارتفاع القدرة التنافسية، مما مكنه من اقتحام 57 سوقًا عالمية، من بينها 22 سوقًا في إفريقيا جنوب الصحراء.
وتم تقديم مجموعة من المقترحات والسبل الكفيلة بمزيد ترويج الأدوية التونسية في مختلف الأسواق العالمية، سواء من خلال الحوافز المقدمة لدعم المؤسسات التونسية ومرافقتها في استكشاف الأسواق الجديدة والواعدة، أو عبر مختلف البرامج الترويجية التي تنظم بالخارج.
هذا ويحدو تونس منذ سنوات طموح للتحول إلى مركز إقليمي لتصدير الصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية، ضمن رؤية تدفع باتجاه الارتقاء بالتكوين والتأهيل واستقطاب ودعم الشركات الأجنبية الناشطة في هذا المجال، بما يفرز تنافسية أقوى ستسهم في تعزيز نشاط القطاع لتغطية الطلب المحلي، وتعزيز إيراداته. ويحث المسؤولون خطواتهم باتجاه انتزاع حصة أكبر من الاستثمارات في قطاع صناعة الأدوية في سياق خطط الدولة المتعلقة بدعم وتطوير الصناعات الحساسة، فيما يربط الفاعلون في القطاع ذلك بتذليل العقبات التي لا تزال تحيط بقطاع الأعمال عموما.
ويؤكد الفاعلون المحوريون في هذا الميدان على ان تطوير الصناعات الدوائية يندرج ضمن إستراتيجية وضعتها وزارة الصحة أملا في تطويرها، على غرار الأدوية البيوتكنولوجية واللقاحات في ظل تزايد الطلب المحلي والعالمي على الأدوية.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات