على إثر زيارة سعيّد للصّين.. الشّكندالي يكشف آفاق التّعاون الاقتصادي بين البلدين و مدى نجاعته على أرض الواقع [فيديو]

تحدّث اليوم الجمعة الخبير الاقتصادي رضا الشّكندالي في تصريح لتونس الرّقمية عن زيارة رئيس الجمهورية قيس سعّيد للصيّن و مدى أهمّيتها بالنّسبة لتونس خاصة على مستوى إمكانية ابرام جملة من الاتفاقيات الاستثماريّة و تثمين المبادلات التّجارية و إمكانية الحصول على تمويلات او قروض أيضا…

إمكانية انضمام تونس لمجموعة البريكس

و قال الشّكندالي إنّه يجب اولا الاخذ بعين الاعتبار انّ الصين هي المؤثّر الأساسي على مستوى البريكس و ان كانت تونس ترغب في الانضمام إلى هذه المجموعة كما فعلت الجزائر فإنّه من الضروري الأخذ بعين الاعتبار نقاط القوة بالنّسبة لتونس و بالنّسبة للجزائر أيضا إذ انّ الاخيرة لديها ثروات من النّفط و الغاز و هو الامر الذّي اصبح مطلوبا بقوّة من قبل الصّين لانّ الغاز و النفط يعد مهما بعد الصّراع الرّوسي الأوكراني على مستوى عالمي في ظلّ صعوبة الحصول عليه، و على مستوى الصّين التي اصبح اقتصادها يسجّل نسب نمو عالية.

الآفاق المطروحة لعقد تونس شراكة مع الصّين

و على هذا المستوى أفاد الشّكندالي بأنّ الصين بامكانها ان تفكّر في إبرام شراكة مع تونس و مع الدّول العربيّة بصفة عامة و ذلك على مستوى الاستثمار في الطّاقات المتجدّدة، الأمر الذي يعتبر ناجعا بالنّسبة لتونس خاصة في ظلّ العجز التّجاري الكبير جدا و الذّي بلغ خلال الـ 4 أشهر الاولى من هذه السّنة 4.8 مليار دينار، منها 4 مليار دينار عجز طاقي، مما يجعل التفاوض مع الصّين في هذا الميدان نقطة مهمّة جدا، وفق قوله.

و لفت المتحدّث الانتباه إلى أنّ المشاكل التي قد تعترض تونس على هذا المستوى هي مشكل تراكم الدّيون، إذ أنّه توجد مشاكل على مستوى تعبئة الموارد الخارجية من العملة الصّعبة، و ذلك يعود اساسا إلى تعطّل المفاوضات مع صندوق النّقد الدّولي و تراجع الترقيم السيادي التونسي، مما ينجرّ عنه ضرورة إيجاد مصادر أخرى للاقتراض.

العجز التّجاري التونسي الصّيني.. كيف يمكن لتونس ان تتجاوزه؟

العجز التّجاري بين تونس و الصّين يعتبر كبير جدا وفق ما أكّده خبير الاقتصاد رضا الشّكندالي في حين انّ تونس تمكّنت من تحقيق فائض مع عدد من الدّول الاوروبية كألمانيا و فرنسا و إيطاليا و ذلك سببه الاساسي انّ هذه الدّول لديها استثمارات و شركات بتونس في حين انّ الصّين لا يوجد لها شركات في تونس تقوم بعمليات التصدير من تونس.

و للحد من هذا العجز يجب ان لا تتوقف المفاوضات مع الصّين على التقليص من العجز التّجاري و استعمال نفس طرق التفاوض التي تخدم مصلحة الصّين بنسبة اكبر و تساعدها على تسويق منتوجاتها بالسّوق التونسية بعد تحقيقها لنسب نمو كبيرة جدا و حاجتها بذلك إلى اسواق جديدة، و لذلك فانّ تونس يجب ان تقوم بالتركيز على مصلحتها في التفاوض و اقناع الجانب الصّيني بالاستثمار في تونس كما هو الحال بالنّسبة لإلمانيا و فرنسا و إيطاليا، وفق تعبيره.

و أضاف خبير الاقتصاد أنّه لا يجب ايضا التفكير بأن التوجّه نحو الصين بامكانه ان يعوّض التّعامل او التبادل التّجاري مع الغرب، أي الاتحاد الأوروبي و صندوق النّقد الدّولي و البنك الدّولي بل يجه التّوجه نحو الطّرفين و التفكير في توسيع الشّراكات و ليس تعويضها لضمان أكبر عدد من الفرص للاقتصاد التونسي.

هل بالامكان الاقتراض من الصّين لتسديد الدّيون التونسية بالعملة الصّعبة؟

امّا بالنّسبة لهذه النقطة فاعتبر الشّكندالي انّ توس حاليا تعاني من مشاكل كبيرة في عملية تسديد الدّيون بالعملة الصّعبة، و لكن ايضا يجب الانتباه إلى أنّ الصّين أو غيرها من دول مجموعة البريكس ليست الحلّ الانسب بل لا يمكن ان تقوم بذلك لانّ هذه الدّول لا تقدّم قروضا بالدّولار او باليورو، و ديون تونس بالعملة الصّعبة.

و اضاف الشّكندالي انّه بالنّسبة لبنك التنمية فانّ تونس انخرطت فيه منذ سنة 2022 و لا يعتبر هذا اتفاقا جديدا بالنسبة للبلاد، بالاضافة إلى أنّ هذا البنك يقوم بتمويل مشاريع البنية التحتية و لا يقدّم قروضا مباشرة، والحال أنّ تونس في الوقت الحالي تعاني من اشكال على مستوى ميزانية الدّولة، وفق تعبيره.