اقتصاد وأعمال

“كوب 27”: عشرات المليارات من الدولارات للحد من التغير المناخي ونصيب تونس مجهول

وفقًا لتقرير صادر عن مجموعة البنك الدولي، يمكن أن يدفع تغير المناخ أكثر من 130 مليون شخص إلى الفقر بحلول عام 2030 ويجبر أكثر من 200 مليون شخص على الهجرة داخل بلدانهم في أفق عام 2050.

وتقول مجموعة البنك الدولي إنها التزمت بأكثر من 109 مليار دولار لتمويل مكافحة تغير المناخ بين عامي 2016 و2021، بما في ذلك 26 مليار دولار في السنة المالية 2021. وكجزء من خطة العمل الخاصة بتغير المناخ 2021-2025، تعهدت المجموعة بإنفاق ما متوسطه 25 مليار دولارًا كل عام على مشاريع للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ودعم التكيف، مع الحد من الفقر وتحسين آفاق التنمية.

جهود دولية كبرى

حسب البنك الأفريقي للتنمية، تم إطلاق دليل حول التمويل المناخي العادل باسم “دليل شرم الشيخ” من قبل وزارة التعاون الدولي المصرية أمام جمهور من مؤسسات التنمية على مستوى عالٍ في مائدة مستديرة في “كوب 27” المنعقدة في شرم الشيخ، في مصر وهو نتاج تعاون بين وزارة التعاون الدولي المصرية وأكثر من مائة من شركاء التنمية بما في ذلك البنك الأفريقي للتنمية والمؤسسات المالية وكذلك المنظمات غير الربحية.

ويؤكد البنك الأفريقي للتنمية أن الدليل يهدف إلى تطوير إطار دولي لتمويل المناخ ولمساعدة البلدان الأفريقية في الحصول على المزيد من التمويل الأخضر، في سياق أفريقي يتسم بالعجز في الميزانية المرتبط بإدارة وباء كورونا وارتفاع أسعار الطاقة والمواد الخام الغذائية.

وتطرح قضايا تمويل جهود مكافحة التغير المناخي والحج من تداعياته تحديات كبرى شكلت احدى أبرز محاور قمة “كوب 27” علما ان سامح شكري رئيس القمة أعلن اليوم تمديدها حتى يوم غد السبت 19 نوفمبر الجاري، بدلا من الختام الذي كان مقررا اليوم الجمعة بهدف إتاحة المجال أمام المفاوضات بين الأطراف المشاركة لمحاولة التوصل إلى اتفاق على المسائل الشائكة واهمها التمويل الموجه للدول الفقيرة.

وشهد ملف تمويل “الخسائر والأضرار” اللاحقة بالدول الفقيرة جراء التغير المناخي وهي من أكثر المسائل الشائكة في المؤتمر، تطورا مساء يوم أمس حيث وافق الاتحاد الأوروبي على مبدأ إنشاء “صندوق استجابة للخسائر والأضرار” الذي تطالب به دول الجنوب الأكثر تضررا من التغير المناخي مع أن مسؤوليتها فيه محدودة جدا، لكن بشروط ومع إعادة تأكيد أهداف قوية على صعيد خفض الانبعاثات والحد من الاحترار.

غموض حول نصيب تونس من التمويلات

كانت تونس قد شاركت بوفد وزاري في قمة “كوب 27” تقوده رئيسة الحكومة نجلاء بودن التي عبرت لدى مشاركتها في أول أيام القمة عن الالتزام المبدئي لتونس بدعم الجهود الدولية قصد تفعيل الاتفاقيات المتعلقة بتخفيض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتأقلم مع التغيرات المناخية وسبل توفير التمويلات اللازمة للتكيف معها خاصة في الدول النامية.

واتى تأكيد بودن لدى مشاركتها في المائدة الحوارية حول “آليات التمويل الجديدة للمناخ وكذلك في فعاليات الدورة الثانية لـ”مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” التي كانت أطلقتها المملكة العربية السعودية، والتي انتظمت في اطار اشغال قمة رؤساء الدول والحكومات الدورة 27 لمؤتمر اطراف اتفاقية الامم المتحدة لتغير المناخ “كوب 27″، التي احتضنتها مدينة شرم الشيخ المصرية يومي 7 و 8 نوفمبر 2022.

ولم تصدر الحكومة التونسية أي بيان رسمي حول حصيلة مشاركتها في القمة سيما على مستوى تعبئة الموارد الخاصة بمكافحة التغير المناخي والتي ستنتفع بها بلدان عديدة من القارة الافريقية على وجه الخصوص علما ان البلاد تعتبر معرضة بشكل حاد لمظاهر تغير المناخ وتداعياته على المجتمع والأنشطة الاقتصادية.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى