لسبب لن تتوقعه إطلاقا.. مالسر وراء ارتداء أغلب مليارديرات وعباقرة العالم نفس الملابس في معظم الأوقات؟ 

اختار كل من مارك زوكربيرج وستيف جوبز وألبرت إنشتاين وغيرهم من مليارديرات وعباقرة العالم ارتداء نفس الملابس في أغلب الأحيان لتقليل عدد القرارات اليومية لقناعة راسخة منهم بأن  اختيار ملابسك اليومية ليس فقط يستهلك الوقت، بل هو أيضًا مصدر للتوتر والإرهاق الذهني.

وعموما فإن المليارديرات والعباقرة يرتدون نفس نمط الملابس كل يوم. ليس من أجل الجمالية، بل من أجل الإنتاجية.. 

عندما يكسر المليارديرات والعباقرة القواعد اللباسية

هل لاحظت من قبل أن ستيف جوبز كان دائمًا يرتدي سترة ذات ياقة عالية سوداء وجينز ليفيس 501، وأن باراك أوباما كان يفضل البدلات الرمادية أو الزرقاء وأن مارك زوكربيرج يفضل الجينز مع تيشيرت رمادي؟ هذا ليس بالصدفة. هذه الأسماء الكبيرة، مثل العديد من المليارديرات الآخرين، جعلوا من خزانات ملابسهم المصغرة أداة للإنتاجية.

بعيدًا عن كونها مسألة أسلوب أو أناقة، يستجيب هذا الاختيار اللباسي لمنطق دقيق: الحد من القرارات غير الضرورية للتركيز على الأساسيات. كما يوضح عالم النفس باري شوارتز في محاضرته الشهيرة TED عن “مفارقة الاختيار”، كل قرار، مهما كان صغيرًا، يستهلك الطاقة الذهنية. وفي مواجهة الـ 10,000 إلى 40,000 قرار الذي نتخذه كل يوم، من الضروري معرفة أين تضع مواردك العقلية.

العلم وراء استراتيجية اللباس للمليارديرات والعباقرة

نظرية الإرهاق القراري، التي طورها عالم النفس روي إف. باوميستر، تسلط الضوء على هذه الظاهرة. كلما اتخذنا المزيد من القرارات، كلما نفدت إرادتنا، مما يؤثر على قدرتنا على اتخاذ قرارات حكيمة. إنه كما لو كان دماغنا عضلة: كلما طُلب منها العمل أكثر، كلما تعبت أكثر. اختيار ملابسك كل صباح قد يبدو تافهًا، ولكنه يمثل جهدًا عقليًا لا يستهان به.

باختيارهم لزي موحد، يقلل هؤلاء المليارديرات بشكل كبير من عدد القرارات اليومية التي يجب اتخاذها، محافظين بذلك على طاقتهم العقلية لمهام أكثر أهمية. مثال ألبرت أينشتاين يوضح ذلك بشكل خاص. غالبًا ما كان يُصور وهو يرتدي سترته الرمادية وبنطاله البني، وكان عبقري الفيزياء يعتبر أن كل دقيقة يقضيها في اختيار ملابسه هي دقيقة ضائعة من العلم.

الفوائد الملموسة لزي موحد

بعيدًا عن مجرد توفير الطاقة الذهنية، يقدم اعتماد أسلوب لباس واحد العديد من الفوائد الملموسة:

توفير الوقت: يمكن استغلال هذا الوقت في أنشطة أكثر إنتاجية، مثل القراءة، ممارسة الرياضة، أو قضاء الوقت مع أحبائك.

تقليل التوتر: يمكن أن يكون اختيار اللباس مصدرًا كبيرًا للتوتر، خاصة لأولئك الذين يهتمون بمظهرهم. باختيار زي موحد، تزيل هذا المصدر للتوتر وتكسب المزيد من السكينة.

توفير المال: من خلال تقليل مشترياتك من الملابس، تحقق وفورات مالية كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، يسمح لك أسلوب اللباس البسيط والخالد بالاحتفاظ بملابسك لفترة أطول.

الاتساق والاحترافية: يمكن للزي الموحد المختار جيدًا أن يعكس صورة الاتساق والاحترافية. هذا مهم بشكل خاص للرياديين ورؤساء الشركات الذين يجب أن يلهموا الثقة في متعاونيهم وعملائهم..

وحتى ندرك وجاهة هذه الطريقة من التفكير يكفينا الاطلاع على حجم مداخيل هؤلاء المليارديرات التي تختلف كل ثانية وكل جزء من الثانية حتى نقتنع بأن إهدار ساعة من الزمن أمام خزانة الملابس يعتبر إهدارا ضخما لمئات المليارات من الدولارات…