“أولاد الغول”: تباطؤ في الأحداث ورتابة حد الملل تقتل الجانب الإبداعي في المسلسل..

عشرة أيّام تبدو كفيلة نوعا ما بمعرفة آراء الجمهور التونسي في الأعمال الرمضانية التّي يُتابعها بزخم خلال هذا الشهر الكريم، حيث أنّه ومنذ أولى أيّام رمضان بدا لنا أنّ المنافسة ستكون حادة بين مختلف الأعمال المعروضة سيما وأنّ كلّ قناة تراهن وبقوة على العمل الذّي تعرضه.

وسائل الإعلام، حضور الممثلّين فيها وردود الفعل حول مختلف الأعمال أصبحت واضحة نوعا ما فالمشاهد التونسي منجذب وبقوّة لمسلسلي “الفوندو” و”الحرقة” وذلك يبدو جليا من خلال نسب المشاهدة والتعاليق بموقع التواصل الإجتماعي “فايسبوك”.

لكنّ عكس ذلك يبدو أنّ العمل الذّي راهنت عليه قناة التاسعة وخصّصت له دعما مادّيا كبير وتسويقا إعلاميا ضخم “أولاد الغول” لم يُحقّق إلى حدّ الآن ما حقّقه منافسيه السابق ذكرهما.

أولا الغول هو من بطولة جملة من أهم الممثلين التونسين على غرار وحيدة الدريدي وشاكرة رمّاح وحامي الدريدي وعدد من الممثّلين الشبان يسوق قصّة عائلة ثرية جدّا لم ينجح المال في خلق السعادة بين أفرادها بل ساهم في تفكّكها وبث برود قارس بين أرجاء منزلهم الفخم.

ما يُعاب على المسلسل حتّى الآن أو ربّما سبب النّفور النسبي منه هو تباطؤ الأحداث ورتابتها إلى حدّ الملل ففي بعض الأحيان لا تحمل حلقة كاملة أي حدث جديد وربّما يعود هذا الأمر إلى تكوّن المسلسل من 30 حلقة.

ذلك ما جعل المشاهد يشعر أحيانا وكأنّه يشاهد نفس الحلقة أو ربّما حتّى ولم غاب عن متابعة المسلسل أكثر من يوم فلن يلاحظ تطوّرا واضحا في الأحداث، هذا بالإضافة إلى بعض الإنتقادات التّي لحقت المسلسل بخصوص لهجة الرّيف التونسي وعدم اتقان الممثّلين لها.

كلّ ذلك لا يدعنا  نتغافل عن الجانب المضيء في المسلسل وهي طريقة تصويره الجديدة والتّي لم يتمّ اعتمادها سابقا في الدراما التونسية والفضل في ذلك يعود لأنامل مدير التصوير التونسي والعربي محمد المغراوي والأداء الرائع والمتميّز للكبير فتحي الهداوي الذّي يعتبر أكبر ركائز المسلسل والحديث على اتقانه اللاّمحدود لدوره يتطلّب الحديث عنه بصفة أعمق في مقال مخصّص له.