ثقافة

أيام قرطاج الموسيقية: 40 عرضا من 18 بلدا على مدى أسبوع

ما لا يقلّ عن أربعين عرضا موسيقيا من 18 بلدا سيكتشفها جمهور أيام الدورة الثامنة لأيام قرطاج الموسيقية التي افتتحت فعالياتها مساء اليوم السبت بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي وتتواصل إلى يوم 28 جانفي الحالي لتعانق الإبداع الإنساني في أبهى تجلياته وهي اللغة الكونية التي وحّدت شعوب العالم باختلاف ثقافاتها ولغاتها ودياناتها.
وتولّت وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي الإشراف على افتتاح هذه التظاهرة التي تنتظم هذه السنة تحت شعار “زيد في الحس”. وقد حضرها عدد هام من الموسيقيين الشبان بالخصوص، إلى جانب مهنيين ومنتجين وإعلاميين.
وأكدت الوزيرة في كلمة ألقتها بالمناسبة على ثراء البرمجة الموجهة للجمهور، وهي برمجة لأنماط موسيقية عالمية متنوعة تدعو للحياة وتؤسس لذائقة بديلة لها مكانتها المخصوصة لدى جمهور الموسيقى ومحبّي هذا الفنّ الرّاقي.
وقالت إن أيام قرطاج الموسيقية هي فرصة سانحة للموسيقيّين وأهل المهنة لعرض إبداعاتهم والتّنافذ لتبادل الخِبرات من خلال الورشات والنّدوات وصالون المحترفين، كما هي فرصة متجدّدة لجمهور الموسيقى في تونس ليواكب إبداعات فرق موسيقية لها صيتها في العالم. وذكرت حياة قطاط القرمازي في ختام كلمتها أن قطاع الموسيقى وإسناد المبدعين في هذا المجال له “مكانةً جوهريّةً في استراتيجيّة الوزارة ومؤسساتها”.
وفي كلمتها التقديمية، التي كانت مرفوقة بترجمة إلى الانقليزية، وهي بادرة لافتة استحسنها المتابعون، أكدت المديرة الفنية لأيام قرطاج الموسيقية الفنانة درصاف الحمداني على أهمية هذه التظاهرة في اكتشاف المبدعين وفسح المجال أمام فنانين كبار آمنوا بإمكانياتهم الإبداعية في الوقت الذي تكتسح فيه الأغاني التجارية عالم الموسيقى.
وبيّنت أن الهيئة المديرة للدورة الحالية اختارت مواصلة الدرب الذي سلكه مديرو الدورات السابقة، بمواصلة اختيار إلغاء المسابقة الرسمية خلال الدورة الماضية، مضيفة أن أيام قرطاج الموسيقية ستعمل على “تكريس اللقاء بين الفنان والفنان والفنان والجمهور والفنان والمهني من أجل صناعة موسيقية متكاملة”.

تكريمات
واختارت الهيئة المديرة للمهرجان، برئاسة الفنانة درصاف الحمداني، تكريم الفقيد رضا بالحاج خليفة المعروف باسم “رضا ديكي ديكي” (من خلال أحد أفراد عائلته)، إلى جانب الفنانة علياء السلامي التي تميّزت بأدائها المتميّز للأغاني الروحانية ومغني الروك والجاز فوزي شكيلي وكذلك الموسيقار المصري ذي الأصول الفلسطينية سليم سحاب مايسترو الفرقة القومية للموسيقي العربية بدار الأوبرا المصرية. وعلاوة على تكريمهم من قبل وزيرة الشؤون الثقافية، تم تقديم وصلات موسيقية وغنائية من أعمالهم الفنية، وقد سجّلت المقاطع الموسيقية المقدّمة تفاعلا لافتا وإعجابا من قبل الحاضرين.
واختتمت مجموعة “هاند بان أوركسترا”، وهي مجموعة تضمّ عازفين سوريين وإماراتيين وهنود، هذا الحفل الافتتاحي، فعزفت موسيقى الحب والسلام وأنشدت للحياة والإنسان.

معارض وورشات
وكان حفل الافتتاح الرسمي مسبوقا بمعرض للآلات الموسيقية التونسية والعالمية احتضنه البهو السفلي لمدينة الثقافة. وحمل هذا المعرض اسم “ماركت أيام قرطاج الموسيقية”، وهو قسم جديد تمّ إحداثه خلال هذه الدورة وموجّه لمختلف الفاعلين في القطاع الموسيقي وفي مجال الصناعات الموسيقية. ويهدف إلى التعريف بالمنتجات الموسيقية على غرار بائعي اسطوانات “فينيل” فضلا عن جامعي القطع والآلات الموسيقية والعارضين والعاملين في صناعة وإصلاح وبيع الآلات الموسيقية.
واصطفّ عدد كبير من الحضور لمواكبة عروض موسيقية افتراضية ضمن قسم جديد حمل اسم “أيام قرطاج الموسيقية الواقع الافتراضي” وتمّ تنظيمه بالتعاون مع مركز تونس للاقتصاد الثقافي الرقمي. كما استحسن الجمهور إحداث قسم آخر هو “إلكترو كوفي” أقيم بالبهو الرئيس لمدينة الثقافة، حيث أخذ هذا المعرض زوّاره في رحلة حسية سمعية مدهشة تتمثّل في الاستماع إلى مختارات موسيقية للفرق المشاركة مع التعريف بها وبأعمالها.
أما الندوات المقترحة خلال هذه الدورة، فهي تتعلّق بـ “حقوق التأليف والملكية الفكرية” و”مستقبل موسيقى العالم” و”الموسيقى التونسية وإمكانات التسويق العالمي”، إلى جانب التطرّق إلى مشروع قانون الفنان والدور الاجتماعي لتعاونية الفنانين في الإحاطة بمنظوريها. وتتمحور الورشات التكوينية حول “إدارة الفنانين” و”محتوى الملفات الفنية” و”إدراج الفيديو في الإخراج الركحي”.
وتجدر الإشارة إلى أن أسعار تذاكر العروض لهذه الدورة من أيام قرطاج الموسيقية، تتراوح بين 10 دنانير و25 دينار.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى