ثقافة

انطلاق ورشات التكوين بالمركز الوطني للخزف الفني سيدي قاسم الجليزي

انطلق اليوم الاثنين 09 أكتوبر 2023 بالمركز الوطني للخزف الفني سيدي قاسم الجليزي التكوين الفني في الخزف والذي يعتبر أبرز الأنشطة التي يقدمها المركز خلال السّنة.

وينقسم هذا التكوين إلى 6 ورشات مختصّة، تجمع بين النظري والتطبيقي، إذ يمكن لروّاد الفضاء من عاشقي التجسيدات الإبداعية المتشكّلة أساسا من الطين متابعة هذه الورشات في تقنيات صناعة الطين والتزويق على الخزف وخراطة الطّين وصناعة القوالب من الجبس وتكنولوجيا الخزف وورشة أخرى هي بالأساس في التكوين النظري وتخصّ تاريخ الخزف في تونس.

وتتوزّع نظرات الزائر المكتشف للمكان بين غرفتين أساسيّتين، يجتمع حول طاولاتها -التي تعجّ بقطع الطين وبتجسيدات متنوعة ومتباينة من حيث الشكل والحجم- مولوعون بهذا الفن الذي يثير الفضول والاهتمام.
من هذا الإطار أو غيره، قد تصل الأنامل الصادقة في تشكيل الطين إلى حلم من أحلامها في العالمية، ونذكّر بتسجيل خزف سجنان رسمياً على قائمة للتُراث العالمي غير المادي لليونسكو في شهر نوفمبرمن عام 2018.

ويستقبل المركز الوطني للخزف الفنّي سيدي قاسم الجليزي سنويا بين 80 و120 متكوّنا من مختلف الفئات العمرية والاختصاصات، بين أطفال وشباب وكهول وطالبي علم أو متقاعدين أو خرّيجي مدارس الفنون الجميلة أو غيرها من الاختصاصات، كما يتيح الفضاء الفرصة لذوي الهمم الفرصة للتكوين بشرط أن يكون المعني مصحوبا بفرد من عائلته، ويتحصّل المتكوّن في المركز على شهادة تخوّل له العمل في مجال الصناعات التقليدية، والانتصاب للحساب الخاصّ.
وفي نهاية كلّ سنة دراسية وتكوينية ينظّم المركز خلال شهر ديسمبر “المعرض السنوي لمريدي المركز الوطني للخزف الفني قاسم الجليزي”، وخلال أسبوع يطّلع زوّار الفضاء على منتوجات ورشات المركز التكوينية وتفتح سوق للمبيعات لتساعد المتكوّنين على التعريف بإبداعاتهم وتثبيت مهاراتهم.

إلى جانب التكوين الذي يستقبل فيه المركز مريديه طيلة السنة، ينظّم هذا الفضاء تظاهرة “يوم الخزف” والتي تقام آخر سبت من شهر ماي ويلقى فيها الضوء على تقنية أو حرفة أو جهة مختصّة في نوع من أنواع الخزف، فضلا عن الورشات التكوينية للأطفال والجانب الاحتفائي المتعلق بالزردة والسلامية.
وينظم المركز الوطني للخزف الفني في بداية شهر سبتمبر من كل سنة “الملتقى الدّولي للخزف” بمشاركة خزّافين من العالم.
ويتراوح عدد الدول المشاركة في كلّ سنة بين 25 و30 دولة، ويكون هذا اللقاء مناسبة لتبادل التجارب والخبرات في مجال الخزف، وهو موعد من المواعيد المهمّة التي يحرص المركز على الاستفادة من تنظيمها للتعريف بهذا الفضاء التاريخي والفضاء التكويني المميّز والفريد من نوعه.

وللتذكير، تقع زاوية سيدي قاسم الجليزي (مقرّ المركز الوطني للخزف الفني سيدي قاسم الجليزي) غرب مدينة تونس قرب الباب الحفصي الذي عرف منذ القدم باسم ضريح الوليّ الصالح المجاور له.
والرّائج عن قاسم الجليزي أنه أتى إفريقية من الأندلس وتوفّي في مدينة تونس في أواخر القرن التاسع ميلادي مخلّفا لدى التونسيين أحسن الذكريات والارتسامات، إذ اشتهر بالورع والتقوى مما جلب له إجلال الأمراء الحفصيين وتقديرهم، كما اشتهر بصناعة نوع رفيع جدا من الخزف الذي يعرف ب”الكوارداسيكا” وهو خزف من الابتكارات الأندلسية.
وفي عهد الدولة الحسينية شهد المعلم تحويرات عميقة حيث تمّ تدعيم جدران التربة وتزويقها بزخارف، فضلا عن إضافات في الجهة الجنوبية الشرقية تتمثل أساسا في بناء مسجد جديد.
وبعد أن عرفت الزاوية طيلة القرن الأخير فترة طويلة من الإهمال أدت الى خراب قسم كبير من الصحن وتشويه الزخارف مما استوجب ترميم المعلم وإعادته على حالته السابقة، انطلقت الأشغال في سنة 1979 بتعاون تونسي إسباني واستجابة لنداء منظمة اليونسكو ووزارة الثقافة آنذاك.

ومنذ سنة 1993 انطلق عمل المركز الوطني للخزف الفني سيدي قاسم الجليزي ليتولى مهام التكوين في هذا المجال.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى