ثقافة

بقلم مرشد السماوي: آثارنا ومخزوننا التراثي مهدد بعبث الفاسدين وعصابات دولية.. فهل حان الوقت لبعث شرطة تراثية؟ 

لا يخفى على احد ان تونس يوجد بها اكبر حضارة في تاريخ الانسانية حسب ما صادقت علية منظمة اليونسكو مؤخرا باعتبار الحضارة القفصية يعود تاريخها الى سبعة الاف سنة قبل التاريخ اي استبقت الحضارة الفرعونية والمؤكد ان جل المدن والقرى التونسية يوجد بها اثار حضارات تعاقبت على تونس لعل اهمها الاثار الرومانية والقرطاجية وتجمع تونس اكبر مجموعة فسيفساء في العالم ومازالت مدفونة تحت الارض كنوز لم ترى النور بعد ومنها التي تم تخريبها وتعد بالآلاف. 

والمطلوب اليوم تجميع العديد منها والكثير من المتواجدة في المتاحف في مشروع عالمي كبير في متحف الحضارات الذي لابد من بعثه بالعاصمة التونسية في مكان شاسع ومؤمن ولابد من اخذ الحذر من اتلاف عديد الاثار بالبناء فوقها كما حدث سابقا بضاحية قرطاج وسيدي بوسعيد والمناطق المجاورة لها وبعديد المناطق بولاية نابل وسوسة والشابة ورجيش وصفاقس في اكثر من مدينة اثرية مثل طينة ويونقة بالمحرس وبالعامرة التي كان اسمها الخريبة نسبة للأثار الرومانية وببرج الحصار بقرقنة اين دفن البحر الاف الامتار من الفسيفساء وسرقت تماثيل وتحف لا تقدر بثمن وتابارورا الحقيقية بهنشير الشقاف وليس بحي بورقيبة حاليا وبعديد مدن الشمال الغربي والوسط الشرقي والجنوب والقائمة تطول.

وقد تم نبش جل هذه المناطق على مر العصور وتم تقليع مئات الاعمدة الرخامية لتركيزها في جوامع وسط العاصمة وبعدة مدن ساحلية خاصة.

والأتعس من ذلك والاخطر ان عمليات التنقيب منذ عقود مضت تم فيها سرقة تحف تم تهريبها الى الخارج وتم سرقة تماثيل ولوحات فسيفسائية منها التي بيعت بالأنترنت وتم اعادة بعضها من دول اوروبية …كما حصل بعد احدى السرقات بمتحف صفاقس بمقر البلدية…

الاكيد ان جرائم نبش المناطق الاثرية وسرقة كنوزها حتى الذهبية حصلت بكثافة وبتقنيات واجهزة حديثة لسرقة الذهب في عهد بن علي …

اعتقد انه اليوم لا مفر من بعث هيكل مستقل عن الوزارات يهتم بالأثار تشرف عليه الدولة وتحميه فرق امنية من نوع خاص مع التفكير جديا في تسليط عقوبات صارمة على كل من تورط في نبش الاثار او البناء فوقها او تهريبها او التوسط في هذه الجرائم التي تعتبر ارهابا من نوع خاص.

وقد استحضرت حكاية رواها لي احد المختصين في بيع التحف المقلدة واللوحات الفسيفسائية الجديدة من ابناء الجم الذي قال لي ان تونس تملك اكثر من 400 نوع حجارة مختلفة الالوان صالحة لهذا الفن.

واضاف لي انه في احدى المعارض في تسعينيات القرن ماضي شارك فيها بمنتوجه الفسيفسائي استوقفته في جناحه بالمعرض عجوز سويسرية وهي تبكي وقالت له انها اشترت في ثمانينات القرن الماضي تحفة صغيرة رومانية وبقي ضميرها يوبخها لأنها ليست ملكها وهي تابعة للبلاد التونسية وطلبت منه اعانتها لإرجاعها فلم يفعل ذلك بحجة انه خاف من تتبعات قد تحصل له وختم حديثه معي بانه هو الآخر ضميره وبخه لانه قصّر في واجبه تجاه بلاده…

والله اعلم وللحديث بقية. 

 

 

 

 

 

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى