في خامس سهرات مهرجان الحمامات الدولي في دورته السابعة والخمسين، قدمت الفنانة نوال اسكندراني عرض “بلاك آند وايت سيركوس” الذي يجمع اختصاصات فنية مختلفة سخرتها لطرح قضايا مجتمعية وثفافية وبيئية وغيرها من القضايا الراهنة.
مرتكزة على تجربة ثرية في عالم الرقص والكوريغرافيا، شكلت نوال اسكندراني ملامح عرض تماهت فيه الكوريغرافيا والمسرح وفنون السيرك والسينما والموسيقى وبسطت أكثر من إشكالية بطريقة شاعرية.
وهذا العمل الفني إنتاج مشترك بين مسرح الأوبرا بتونس والفنانة نوال اسكندراني التي قامت بالتصميم والإخراج لترسم معالم رحلة مثيرة امتدت على ساعة ونصف تبدّت فيهما عوالم فنية مختلفة تراءت بين ثناياها أحلام الشباب وشغفهم وهواجسهم.
على إيقاع مقاومة مجموعة من الشباب لليأس تتواتر الأحداث في العرض، يتشبثون بالأمل حينما يفشلون في مسابقة تلفزيونية للمواهب ويقتفون أثر حلمهم في تأسيس فرقة مستقلة حتى صار حقيقة وأطلقوا عليه اسم “بلاك آند وايت سيركوس”.
من ملحمة عشق عنتر وعبلة استلهموا عرضهم الأول وطرحوا فيه قضايا اليوم التي تمس التونسيين عموما وفئة الشباب على وجه الخصوص وهي القضايا نفسها التي تلقي عليها نوال اسكندراني الضوء.
على الخشبة تلاشت كل الحدود بين الفنون المختلفة وتنقل بينها خمسة فنانين هم مريم بن حميدة ومحمد غربي ضياء ومؤيد الغزواني وصبري رجب وشرف الدين التاوريرتي، يمثلون ويرقصون ويغنون ويعددون مشاكل المواطن عموما والفنان خصوصا.
العنصرية والتمييز ومعاناة الإنسان وعذابات الفنان ومقاومة الطبيعة ضد ما كل ما يسلط عليها، مواضيع تطرق إليها “بلاك آند وايت سيركوس” وتحول معها الركح إلى مساحة للتعبير والاحتجاج والرفض على إيقاع شاعري.
وبين المواضيع الشائكة والمتشعبة تطل الصداقة والعاطفة والدعابة والمحبة لتمحي أثر الغضب والحنق على واقع صارت تفاصيله سوداوية. وإلى جانب مرونة الفنانين على الركح وانسيابية أجسادهم، يعد الديكور والموسيقى والأزياء عناصر لافتة في العرض الذي يخاطب العقل والعاطفة وكل الحواس.
سيكون لجمهور الحمامات موعد مع موسيقى الراب في سهرة يقدمها “جنجون” و”كازو” أمام شبابيك مغلقة، الجمعة 14 جويلية 2023.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
تعليقات