الفئات: ثقافة

تونس: رؤوف بن عمر في “الفوندو”..مشاهد قليلة وإبداع لا محدود

انتهت البارحة في الحلقة التاسعة من مسلسل “الفوندو الذّي يُعرض يوميا على قناة الحوار التونسي رحلة الفنان القدير رؤوف بن عمر، حيث اختارت مخرجة العمل سوسن الجمني أن تكون نهاية مشاركة بن عمر من خلال وفاته بعد رضائه على ابنه “يحي” الذّي قضى 20 سنة في السّجن بتهمة القتل.

رؤوف بن عمر لعب دور والد بطل العمل الذّي يجسّده نضال السّعدي، وقد استطاع الممثل القدير رغم محدودية المشاهد التّي ظهر فيها شدّ انتباه واعجاب المشاهد والفنانين ونقّاد الدراما حيث نجح في تصوير صورة الأب التونسي في أحسن تجاليتها ذلك الأب الذّي يبدو قاسيا على أبنائه ويحافظ على عادات العائلة وتقاليدها ولا يمكن أن يغفر بعض الأخطاء إلاّ أنّه في نهاية المطاف لا يمكن لحنانه وعطفه على أبنائه أن يظهر في كلّ المواقف التّي يمرّون بها.

من المؤكّد أنّ رؤوف بن عمر قامة من قامات التمثيل في تونس فقد رافق الشّعب التونسي في أغلب الأعمال الرمضانية وجسّد مختلف الأدوار في أعماله، لكن يجب التنويه أنّ مخرجة العمل سوسن الجمني نجحت خلال هذه الحلقات التسعة في جعل رؤوف بن عمر يبدو مختلفا عن ما قدّمه سابقا رغم زخم رصيده الفنّي حيث نجحت كاميرا المخرجة في تصوير رؤوف بن عمر في دور لم نشاهده فيه من قبل.

ويجب التأكيد هنا أنّه مقارنة بالعديد من الممثّلين فإنّ مشاهد رؤوف بن عمر كانت محدودة نوعا ما في العمل لكنّ هذه المحدودية لم تمنعه من التميّز واتقان لعبته كما هي عادته في مختلف الأعمال التّي شارك فيها، ولعلّ أبرز تلك المشاهد هي آخرها التّي جمعته بالفنان الكبير كمال التواتي أين كان الملعب لعمالقة التمثيل في تونس ليجعلوا المتفرج ينسى لوهلة أنّه أمام عمل درامي بل يعتقد وكأنّه يشاهد قصّة واقعية.

وذلك ما يؤكّد مجدّدا أنّ الممثّل المتمكّن والناجح لا يحتاج لمسلسل كامل أو دور بطولة لكسب إعجاب المشاهدين واتقان عمله بل هو قادر على ذلك حتّى بحضور محتشم من حيث الكمّية خاصّة وأنّ  بن عمر ارتكز في لعب دوره أيضا على النظارات وتقاسيم الوجه لإيصال احساسه للمشاهد وقد نجح في ذلك بالتأكيد من خلال كلّ ما يكتب عنه في مختلف المنصات الإجتماعية ووسائل الإعلام.

رؤوف بن عمر قصّة نجاح فاق عمرها العقدين من الزّمن حيث لا يمكننا أن ننسى أنّه مع مشاركته في مسلسل “الفوندو” يُعرض له عمل آخر كان قد صُوّر سنة 1997 في القناة “الوطنية 2” وهو “الخطّاب على الباب” والذّي يشهد بدوره إقبالا جماهيريا هام ويسجّل نسبة مشاهدة هامة رغم عرضه أكثر من مرّة في السنة وبذلك تبرز قيمة الفنان وأهميته فمرور كلّ هذه السنين لم تزد رؤوف بن عمر إلاّ قيمة فنية واعجابا من المشاهد التونسي.

Leave a Comment

Recent Posts

السبت..ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة

من المتوقع أن يكون الطقس مغيما جزئيا يوم السبت 18 ماي 2024 فتدريجيا كثيف السحب…

2024/05/18

تضمّنت 7 تونسيين: قائمة الـ101 الأكثر تأثيرًا في صناعة السينما العربية

حدد "مركز السينما العربية" قائمة الـ101 الأكثر تأثيرا في السينما العربية في 2023، للاحتفاء بها…

2024/05/17

سعيّد يأذن بعرض مشروع تنقيح الفصل 411 من المجلة التجارية على مجلس الوزراء بداية الأسبوع المقبل

أذن رئيس الجمهورية قيس سعيد، عصر اليوم الجمعة بقصر قرطاج، في جلسة عمل خُصّصت للنظر…

2024/05/17

العثور على سلاح “كلاشنيكوف” وذخيرة بغابة زياتين بجرجيس

أفاد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بمدنين فتحي البكوش، بأنه وقع العثور، مساء اليوم الجمعة 17…

2024/05/17

القيروان: أهالي مفقودين في هجرة غير نظامية يحتجون ويطالبون بمعرفة مصير أبنائهم [فيديو]

تجمع مساء، اليوم الجمعة 17 ماي 2024، عدد من متساكني حي المنشية بمدينة القيروان و…

2024/05/17

ابرام اتفاق شراكة بين كونكت والجمعية التونسيّة لخرّيجي المدارس العليا الفرنسيّة

وقعت كنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية، والجمعية التونسية لخريجي المدارس العليا الفرنسية، إتفاقية شراكة بغرض الإستفادة…

2024/05/17