ثقافة

تونس: في أولى حلقات أعماله..هل يُصرّ سامي الفهري على عدم تغيير أو التعديل من أفكاره؟

الأطباق الدرامية لا تقلّ أهمية عن موائد الإفطار بالنّسبة للمواطن التونسي، الذّي ينتظر شهر رمضان من كلّ سنة ليُتابع المنتوج التونسي، درامي كان أو هزلي، وعكس ما شهدته السنة الفارطة من شحّ في الإنتاج، فالمنافسة هذه السنة على أشدّها.

حيث أنّ مختلف التلفزات وطنية أو خاصّة حرصت على خوض هذا السباق بكلّ ثقل من خلال العمل على تقديم طبقين أوّلهما في شكل “سيتكوم” هزلي والثاني يتمثّل في مسلسل درامي، وما يزيد من حدّة المنافسة من جهة ويضع المشاهد التونسي في حيرة من أمره من جهة أخرى هو تشارك جميع الأعمال المقدّمة في توقيت العرض.

هذا الجانب قد يُفقد حانبا هاما من مصداقية الإحصائيات المقدّمة من قبل شركات سبر الآراء نهاية هذا الشهر، خاصّة وأنّ الثّورة التكنولوجية التّي عرفها العالم بأسره جعلت من الأرقام المسجّلة في “اليوتيوب”، أحد أهمّ مقاييس نجاح عمل من عدمه، فهو يمثّل ملجأ لأغلبية المُشاهدين، لتدارك مع فاتهم من منتوج يرغبون في متابعة أحداثه.

الحوار التونسي هي إحدى أبرز القنوات التّي تُراهن على تصدّر المراتب الأولى في نسب المُشاهدة وقد خيّر صاحب أفكارها سامي الفكري، كعادته، أن يحمل المنتوجان المقدّمان إمضاءه في الإخراج.

أمّا الأوّل فهو سيتكوم “قسمة وخيّان”، ورغم أنّ الفكرة العامّة لا تبدو أنّها مغايرة أومتجدّدة فتصوير الفرق بين الفقير الساذج والغني المُتسلط هي فكرة مستهلكة كثيرا في الأعمال الهزلية والدرامية أيضا، لكنّ ربّما ما يجلب الإنتباه في هذا العمل هو الآداء المتقن للكوميدي “بسّام الحمراوي”، والذّي يُعتبر من الأوراق الرابحة للمُخرج.

أمّا الجزء الجديد من مسلسله القديم “أولاد مفيدة” فلم يُخيّب ظنّ شقيّ مشاهديه، فكلّ من كان في انتظار متابعة “بُطولات” “الأولاد”، لم يتمّ تخييب ظنّه تماما، فكميّة العنف المسجّلة في أولى الحلقات يمكن وصفها بالرّهيبة، أمّا من كان في انتظار الجانب العاطفي في هذا المسلسل فلم ينتظر سامي الفهري كثيرا ليستهلّه بعلاقة غرامية جديدة، ربّما قد تكون بعض مشاهدها محرجة للعديد من العائلات التّي لازالت تجتمع على الشاشة الصغيرة في رمضان.

ما يُلفت الإنتباه أيضا هو اللّغة المُعتمدة في هذا المسلسل، فلا يمكن أن نعتبرها مبتذلة فقط بل وقحة في بعض الأحيان خاصّة وأنّه يجب التذكير أنّ المسلسل لا يزال في حلقته الأولى، والأخطر من ذلك أنّ جمهوره من الشباب وحتّى الأطفال كبير جدا.

يبقى هذا التقييم نسبي لأولى الحلقات المُقدّمة في هذه القناة، ومن الأكيد أنّ الأحداث ستشهد تطوّرا ومنحى تصاعدي، نأمل أن يكون للأفضل ويعمل على دعم الجانب الإيجابي فيه.

 

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى