ثقافة

مهرجان كان 2023 كوثر بن هنية: “فيلم بنات ألفة هو أشبه بحالة من العلاج النفسي”

بعد عرضه العالمي الأول يوم 19 ماي الجاري في إطار المسابقة الرسمية للدورة 76 لمهرجان كان السينمائي، حظي فيلم “بنات ألفة” للمخرجة كوثر بن هنية الذّي يمثل المشاركة العربية الوحيدة في سباق التنافس على السعفة الذهبية، باهتمام الصحافة العالمية المختصة في النقد السينمائي، وأثار جملة من التحاليل والقراءات التي يمكن تصنيفها في خانة النقد الايجابي.

وحول هذا العمل، كان لوكالة تونس إفريقيا للأنباء لقاء في “كان” مع كوثر بن هنية تحدثت فيه المخرجة وكاتبة السيناريو، عن تفاصيل صناعة هذا الفيلم والدوافع الرئيسية والخلفيات التي كانت منطلقا لفكرة إنجاز “بنات ألفة”.

ويعود أصل فكرة تصوير هذا الفيلم حسب ما أوضحته كوثر بن هنية إلى يوم الرابع عشر من شهر مارس سنة 2016، حيث بثّت قناة الحوار التونسي في برنامج لها شهادة امرأة تدعى ألفة الحمرواي وهي امرأة لأربع بنات من بينهن غفران ورحمة اللتين التحقتا بتنظيم “داعش الإرهابي” في ليبيا، وقد جاءت شهادة الأم في هذا البرنامج مفعمة بالمرارة والأوجاع.

هذا المشهد المؤثر كان الدافع الأبرز للمخرجة كوثر بن هنية للاهتمام بهذه القصة التراجيدية لفهم ظاهرة التسفير والالتحاق بالجماعات الإرهابية وما حدث في تونس خلال السنوات العشر الماضية. ومن ثمة ولد الفيلم بعد مخاض طويل تحت مسمى “بنات ألفة”، وقد خطف الفيلم وأبطاله أضواء الصحافة العالمية، لا سيّما وأنه أعاد السينما التونسية إلى المسابقة الرسمية لهذا المهرجان بعد غياب ناهز نصف قرن.

وتقول المخرجة كوثر بن هنية، متحدثة عن كواليس تصوير الفيلم، إنّ قصة رحمة وغفران كان لها أثر عميق في نفسها، خاصة بعد الاهتمام اللافت للإعلام وسيل الانتقادات الموجهة للأم والهجمة الشرسة التي طالتها على الشبكات الاجتماعية وصلت حدّ السب والشتم والنيل من كرامتها.

وتضيف: “أدركت أن الإعلام لن يساعدها في قضيتها، لذلك بادرت بالاتصال بها سنة 2016 وقد اعتقدَت في البداية أنني صحفية، ثم أخبرتها بأنني مخرجة سينمائية وأقنعتها شيئا فشيئا بالتحدث لي عن تفاصيل ما حصل لها، إلى أن تطورت علاقتنا، وهذا ما سمح لي بدخول عالم ألفة وبناتها”.

بنات ألفة أشبه بالعلاج النفسي:

وتؤكد المخرجة في معرض حديثها عن مرحلة التصوير، أنّ الفيلم خلق أجواء من الأخوة بين الممثلات والشخصيات، “بل إنه كان أشبه بحالة من العلاج النفسي”، قائلة إن “بنات ألفة هن بناتي بالتبني”.

وعبّرت عن سعادتها الغامرة بحضور فيلمها في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، قائلة: “اكتملت سعادتي بحضور ألفة وبناتها أيضا على السجاد الأحمر”.

وتروي كوثر بن هنية تفاصيل رحلة ألفة وبناتها من تونس إلى مدينة كان الفرنسية التي لم تكن بالأمر اليسير نظرا للإجراء الحدودي “S17” المفروض على بنات ألفة بسبب الأختين رحمة وغفران، رغم إنهاء جميع الإجراءات المتعلقة بالتأشيرات والجوازات وفق قولها.

وختمت كوثر بن هنية حديثها، بتوجيه رسالة إنسانية تتعلّق بدعوة السلطات التونسية إلى إنقاذ طفلة في الثامنة من عمرها قابعة في السجن مع أمها (إحدى بنات ألفة) منذ أن كانت تبلغ من العمر خمسة أشهر. وبهذا الموقف الإنساني اختارت المخرجة المشهد النهائي لفيلمها الذي تتطلع إلى أن يهدي تونس السعفة الذهبية لهذا المهرجان السينمائي العريق.

Leave a Comment

Recent Posts

الأمم المتحدة: التخلص من القنابل غير المنفجرة المنتشرة في غزة قد يستغرق 14 عاما

أشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن قطاع غزة، الذي يشهد عدوانا صهيونيا وحشيا، عرضة لتهديد…

2024/05/13

وزارة الداخلية توضح بخصوص فتح بحث تحقيقي ضدّ محام

أوضحت وزارة الداخلية في بيان صدر مساء، اليوم الإثنين 13 ماي 2024،أنه وعلى إثر تداول…

2024/05/13

نابل..تردي الوضعية البيئية بالبرج الأثري بقليبية ودعوات إلى تدخل السلط لتنظيفه وحمايته من الاعتداءات المتكرّرة

أكد الناشط في المجتمع المدني بقليبية هيثم محفوظ، "لمراسل تونس الرقمية بنابل " أن برج…

2024/05/13

إيقاف المحامي مهدي زقروبة

قام أعوان أمن، مساء اليوم الإثنين 13 ماي 2024، بإيقاف المحامي مهدي زقروبة أثناء وجوده…

2024/05/13

إعادة فتح قسم الطبّ الباطني بمستشفى الرّازي للأمراض النفسيّة والعقليّة

أشرف وزير الصحّة علي المرابط، اليوم الاثنين 13 ماي 2024، رفقة والي منّوبة محمد شيخ…

2024/05/13

جلسة عمل وزارية لتأمين تزويد السوق بالأسمدة الكيميائية

انعقدت مساء اليوم الاثنين 13 ماي 2024، بمقر وزارة الصناعة جلسة عمل تتسيقية تحت إشراف…

2024/05/13