علّق اليوم الإثنين المحلّل السّياسي صلاح الدّين الجورشي في تصريح لتونس الرّقمية على نسبة مشاركة التونسيين في الانتخابات التّشريعيّة يوم 17 ديسمبر و التي كانت في حدود 8.8 %، و قال الجورشي انّ هذه النّسبة هي تتويج لمسار و توجّه سياسي اختاره رئيس الجمهوريّة.
كما اعتبر محدثنا أنّ رئيس الجمهوريّة وفّر لهذا المسار كلّ شروط و أسباب الفشل بمعنى أنّه هو الذّي اختار الموعد و اختار القانون الانتخابي الذّي رأى أنّه مناسب و هو الذّي اختار الجمهور الذّي سيصوت لهذا التصور، مما يعني أنّه المسؤول المباشر و الرّئيسي و الوحيد لما تمّ التّوصل إليه.
و قال الجورشي إنّ ما حصل في هذه الانتخابات يدّل على انّ العلاقة ما بين رئيس الجمهوريّة و بين الشّعب اصبحت ضعيفة جدا، أي أنّ رئيس الجمهوريّة فشل في إقناع المواطنين بضرورة التوجه نحو صناديق الاقتراع من أجل صناعة التاريخ، معتبرا في ذات السّياق أنّ المواطنين لم يفهموا التاريخ الذّي يريده رئيس الجمهوريّة و لم يقتنعوا بجدوى الخطاب، و لذلك فإنّ النتيجة كانت طبيعيّة.
و أكّد المحلّل السياسي أنّ هذا البرلمان الذّي يرغب رئيس الجمهورية في الاحتفاظ به سيكون أضعف برلمان في تاريخ تونس، من حيث أنّه برلمان ذكوري يسيطر عليه الرّجال دون النّساء كما أنّه برلمان غاب فيه الشّباب عنصر قوّة رئيس الجمهورية، كما أنّه برلمان أقلي لا يعبّر عن إرادة الأغلبيّة ما سيترتّب عنه تعمّق القطيعة بين الرّئيس و الشعب، بالاضافة لتراجع الوزن السّياسي لرئيس الجمهورية و هو الذّي كان يتكلّم باسمه، وفق تعبيره.
و شدّد الجورشي في نهاية حديثه عن أنّ حصيلة مختلف هذه المعطيات هو تواصل الازمة السّياسيّة في البلاد.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
تعليقات