سياسة

الحكومة البرتغالية تؤكد مواصلة دعمها لتونس

انعقدت اليوم الخميس 17 ديسمبر 2020، بمقر الوزارة جلسة عمل بين السيد عثمان الجرندي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، و “أوقوستو سانتوس سيلفا”، وزير الدولة وزير الخارجية البرتغالي الذي يؤدي زيارة عمل إلى تونس في إطار دعم علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.

أشاد عثمان الجرندي في مفتتح الجلسة بالمستوى المتميز الذي بلغته العلاقات التونسية-البرتغالية وبالقواسم المشتركة بين البلدين، مؤكدا استعداد بلادنا على مزيد تطوير مختلف أوجه التعاون القائمة مع البرتغال، بما من شأنه أن يستجيب للتطلعات المشتركة للشعبين الصديقين ويسهم في تعزيز الجهود الرامية إلى ضمان الاستقرار والأمن في حوض البحر الأبيض المتوسط.

كما دعا وزير الشؤون الخارجية إلى استنباط طرق مستحدثة للنهوض بمستوى التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين، والذي لا يعكس المستوى المتميز للعلاقات السياسية والفرص الاستثمارية الواعدة المتوفرة في البلدين.

من جهة أخرى، شدد عثمان الجرندي على أهمية تعزيز التعاون الثنائي على المستويين الأورومتوسطي والأوروبي، خاصة في أفق رئاسة البرتغال لمجلس الإتحاد الأوروبي بداية من غرة جانفي 2021. وفي هذا الصدد، أفاد  عثمان الجرندي أن الإتحاد الأوروبي يمثل شريكا استراتيجيا وطرفا اقتصاديا مهما لتونس في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية ونجاح تجربتها الديمقراطية المتفردة في المنطقة.

وأبرز الوزير أن تونس تتطلع إلى الدخول في مرحلة جديدة من المفاوضات مع الإتحاد الأوروبي حول مشروع اتفاق التبادل الحر الشامل والمعمق، حسب مقاربة تقوم على التدرج وعدم التكافئ ومرافقة القطاعات الإستراتيجية وذات الأولوية، من أجل اندماج أوسع للاقتصاد التونسي في السوق الداخلية للاتحاد الأوروبي.

وبخصوص مسألة الهجرة، جدد  عثمان الجرندي التأكيد على موقف بلادنا القائم على ضرورة اعتماد مقاربة شاملة تأخذ في الاعتبار التنمية المتضامنة وعدم الاقتصار على الحلول الأمنية في مواجهة هذه الظاهرة الإنسانية.
من جهته، عبّر وزير الخارجية البرتغالي عن ارتياحه لمتانة وتميز العلاقات السياسية التي تجمع تونس والبرتغال، مؤكدا حرص بلاده على إعطاء دفع جديد للتعاون الإقتصادي القائم مع تونس من منطلق ما يجمع البلدين من قواسم ثقافية مشتركة، وما يحدوهما من رغبة صادقة في جعل الفضاء المتوسطي فضاء للأمن والاستقرار وجسرا للتعاون الثقافي والحضاري بين كافة شعوب المنطقة. وأعرب عن دعم البرتغال لتجربة الانتقال الديمقراطي الناجحة في تونس، ومؤكدا أن الاستثمار في نجاح هذه التجربة من شأنه أن يكون له انعكاسات إيجابية ليس فقط على تونس بل كذلك على أوروبا والمنطقة المتوسطية بشكل عام.
كما عبّر  “أوقوستو سانتوس سيلفا” عن التزام الحكومة البرتغالية مواصلة دعم تونس صلب مؤسسات الإتحاد الأوروبي في إطار رئاسة البرتغال المرتقبة لمجلس الإتحاد الأوروبي بداية من غرة جانفي 2021. وأعرب وزير الخارجية البرتغالي عن تطلع بلاده إلى تعزيز حضور الشركات البرتغالية في النسيج الاقتصادي التونسي والمساعدة في الجهود التي تقوم بها الحكومة التونسية لدفع التنمية وتوفير فرص التشغيل.
كما نوّه الوزير البرتغالي بالدعم المتبادل للترشحات بين البلدين في المنظمات الدولية، مشيدا بالدور الإيجابي الذي تلعبه تونس صلب مجلس الأمن الدولي في إطار عضويتها غير الدائمة للفترة 2020-2021، لاسيما تبني مجلس الأمن بالإجماع للقرار عدد 2532، الداعي إلى تفعيل التضامن الدولي في مجابهة جائحة كورونا.
ومثلت جلسة العمل مناسبة تم خلالها التباحث في عدد من الملفات الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك ومنها خاصة الوضع في ليبيا. وفي هذا الخصوص، أكد السيد عثمان الجرندي على أهمية تحقيق الاستقرار في هذا البلد الشقيق بمعزل عن جميع التدخلات مهما كان مصدرها، مشددا على أنه في استقرار ليبيا استقرار لكامل المنطقة، ومذكرا بالجهود التي بذلتها تونس لمساعدة الليبيين وتيسير الطريق أمامهم للتوصل لحل توافقي نابع من إرادتهم.
على صعيد آخر، تطرق الوزيران إلى “قضية الهشاشة في إفريقيا” وانعكاساتها على السلم والأمن في القارة الإفريقية وفي العالم، مؤكدا على ضرورة تكثيف جهود المجموعة الدولية للحد من أوضاع الهشاشة في عدد من المناطق في قارتنا بما يساهم في التقليص من منسوب التوتر واحتمال اندلاع نزاعات مسلحة.
ووجه الوزير بهذه المناسبة لنظيره البرتغالي الذي ستترأس بلاده في السداسي الأول من سنة 2021 الإتحاد الأوروبي، والتي اختارت إفريقيا من بين محاور رئاستها، دعوة للمشاركة في الحوار الذي ستنظمه تونس بمناسبة ترؤسها لمجلس الأمن بداية من غرة جانفي 2021 حول قضية الهشاشة في إفريقيا.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى