الهادي بن عباس: سيدفع الشعب ثمنا باهظا وستدخل البلاد في المجهول

حذر رئيس الغرفة التونسية اليابانية الهادي بن عباس في تدوينة له، من تفاقم خطورة الوضع الاقتصادي في ظل الأزمة السياسية.

وقال بن عباس “الخراب يداهمنا
سبق ان قلنا في عديد المناسبات بان الوضع الاقتصادي في تونس سيزداد خطورة ما دامت الازمة السياسية في تدهور مستمر. وصلت تونس اليوم الى نقطة الا عودة وسيدفع الشعب ثمنا باهظا وستدخل البلاد في المجهول. سندفع كلنا ثمن تخاذلنا منذ سنين عن العمل والكد والبحث عن المصلحة العامة. سندفع ثمن الفساد الأخلاقي والمالي والسياسي. سندفع ثمن التهور والشعبوية وابتزاز الدولة سواء كان ذلك من طرف جزء من الشعب أو النقابات او من طرف سياسيين فاسدين ومارقين ومنعدمي الكفاءة والوطنية.
من يعتبر ان المنظمات الدولية والممولين لا يعرفون بدقة مدى تعفن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في تونس فهم مخطئون. فقدت تونس ثقة العالم واحترام الدول لأننا شعب لا مسؤول ولا مبالي. لن تقرض اية دولة او مؤسسة بنكية تونس ما دامت البلاد سائرة في هذا النفق الانتحاري وحتى ان فعلوا ذلك فسيكون بشروط قاسية جدا وضرورية تتطلب وجود مسؤولين سياسيين اكفاء ونقابات واعية بمسؤوليتها وبخطورة الوضع ورجال اعمال مستعدة لحمل جزء من التضحيات الازمة وشعب مستعد ان يرفع التحديات ويعمل ويكد ويبني المستقبل وهذه شروط غير متوفرة في تونس حكومة ومؤسسات وشعب.
من الحتمي اننا سائرون في طريق الإفلاس المالي بعدما افلسنا أخلاقيا ومعنويا اما آجلا أو عاجلا بل عاجلا لا آجلا. وحتى وان تمكنت الحكومة من الاقتراض بباهض الاثمان فالإفلاس لا مفر منه في غياب برامج إصلاحية هيكلية موجعة. ومستلزمات الإصلاح لا يمكن ان تتوفر ما دام الوضع السياسي على هذه الدرجة من التعفن والانحطاط.
طالما دامت كل الأطراف المعنية بما في ذلك الشعب مسرة على هروبها من المسؤولية وتوخي سياسة النعامة و”اخطى راسي وضرب” وتولي امورها لمن لا وطنية ولا كفاءة ولا روح مسؤولية لهم لن نخرج من المستنقع الذي نحن فيه وستكون العاقبة وخيمة على الجميع ولا سيدي محرز ولا اية معجزة ستحدث ما دمنا غير قادرين على تغيير وتسيير امورنا بأيدينا. اما ان نستفيق واما سنزول. الداء هو نفسه الدواء الا وهي السياسة. انها ذو حدين فهي التي تنقذ البلاد ان كانت بأيادي نزيهة وكفئة وهي أيضا قادرة على افلاس البلاد ان كانت بين ادي المجرمين كما هي عليه منذ سنين طويلة. ولكم سديد النظر.”