سياسة

بعض من كواليس اختتام المؤتمر التأسيسي..جماهير “تحيا تونس” لم تتحمّل الحضور حتّى نهاية الحفل

الحضور كان محتشما والجماهير لم تكن غفيرة في القاعة المُغطّاة برادس، مساء أمس، الأحد غرّة ماي 2019، والسبب لم يكن متابعة أحد التظاهرات الرياضية، بل الحدث المُنتظر كان حفل اختتام المؤتمر التأسيسي لحركة “تحيا تونس”.

حفل كان مبرمجا يوم الأحد الفارط، لكن وقع تّأجيله بسبب المصاب الذّي حلّ بأهالي منطقة السبالة في سيدي بوزيد وتمثّل في وفاة 12 عاملة فلاحية، فخيّر أعضاء الحركة، وبطلب من رئيس الحكومة يوسف الشاهد تأجيل احتفالاتهم حدادا على أرواح الضحايا.

حداد لم يستمرّ مثلما متعارف عليه لمدّة ثلاث أيّام على الأقّل، وإقتصر على يومين فقط ليجسّد أعضاء “تحيا تونس” أمس كافّة مظاهر الإحتفالات بحدثهم الذّي يعتبرونه تاريخي، حيث اصطفّت الحافلات التّي كانت تقلّ عددا من أنصارهم، والذّين لا نعلم إن كانوا قد جاؤوا عن طوعية أم لا، حيث أنّ التذمّر والتعب الذّي كان ظاهرا عليهم إثر نهاية الإحتفال وهم بصدد الإتّجاه نحو الحافلات من جديد من شأنه أن يثير الإستغراب.

احتفال تميّز بحضور عدد كبير من الوجوه السياسية والتّي احتّلت الصفّ الأمامي في الحضور، ومن بينهم نذكر رئيس البرلمان محمد الناصر، ووزيرة الشباب والرياضة والصّحة بالنيابة سنية بالشيخ ووزير الثقافة محمد زين العابدين، وبعض ممن غابوا نسبيا على الساحة السياسية على غرار المهدي بن غربية ومصطفى بن جعفر، أمّا الشخصيات الرياضية فقد حضر أبرزها وأكثرها شعبية وهو لاعب المنتخب الوطني سابقا زياد الجزيري.

أمّا أهمّ المنتظرين فكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد، ولعلّ هذا الانتظار يبرّر الحضور المكثّف جدّا لأعوان الحراسة في القاعة، وقد عرقلوا حتّى عمل الصحفيين حيث منعوهم من الدّخول والتصوير ولم يتمّ السماح لهم بذلك إلاّ بعد محاولات متكرّرة.

القائمون على الحزب خيّروا أن تكون الإحتفالات، بعد الحداد طبعا، بحضور المغنّي فهمي الرّياحي وهو أحد أبرز المطلوبين في الأوساط الشبابية، وذلك ما يفسّر الحماس الذّي شهدته القاعة خلال الفترة القصيرة التّي حضر فيها، حيث تعالت الزغاريد والهتافات المعبّرة عن سعادة الحضور بوجوده.

لتبدأ فيما بعد الخطابات الرّسمية المتتالية لقيادي الحزب والتّي انطلقت برئيس المؤتمر كمال إيدير تبعها حديث للقيادي في الحزب مصطفى بن أحمد ثم الأمين العام سليم العزابي وأختتمت بخطاب مطوّل دام حوالي الساعة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد.

الشاهد الذّي سعى كعادته لأن يبتعد عن الرسميات ويكون قريبا من الحاضرين لكنّ خطابه غلب عليه تبرير وتفسير لمختلف قراراته وتصرّفاته، خطاب حمل في طيّاته جملة من الرسائل، لعلّ أبرزها تمثّلت في سعادته بالتمكّن من مواصلة مهامه في رئاسة الحكومة رغم القصف الذّي تعرّض له من مختلف الجهات، وفق تعبيره، إلى جانب الحديث، بطريقة غير مباشرة طبعا عن ما حصل مؤخّرا في قناة نسمة.

ما  يُثير الإنتباه أو ربّما الإستغراب في حفل اختتام “تحيا تونس” أمس هو أنّ السلوكات السياسية المعتمدة هي نفسها ولم تشهد أي نوع من  التغيير ولو كان بسيطا، حيث أنّه لم يبقى من الحضور إلاّ من وقع تخصيص كراسي لهم وسط القاعة، أمّا جماهير المدرّجات فغادرتها تدريجيا إلى درجة أنّ القاعة أصبحت خالية تقريبا إلاّ من عدد بسيط من الأشخاص مع قرب نهاية خطاب الشاهد.

أمّا التعابير المعتمدة فبدورها لم تتغيّر حيث أنّ أربعة أو خمس أشخاص كانوا من بين الحاضرين، وممن سمح لهم بالإقتراب، كانوا بين الحين والآخر يُردّدون، “سيّد الرئيس الشعب معاك سيّد الرئيس..” وكانوا يُرفقون هذه العبارة بإبتسامة قد تكون ساخرة أو معبّرة عن خجلهم حين تُصّوّب الأنظار إليهم..فهم يُدركون تماما أنّ الشعب لم يُفوّضهم للحديث عنه والتعبير عن آرائه.

 

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى