تونس: بالشّيخ والمكّي في زمن الكورونا

ندوتين صحفيّتين نظمتهما أمس الأربعاء وزارة الصّحة، لتقديم آخر المُستجدّات بخصوص فيروس “كورونا” الأولى كانت بمقرّ الوزارة أمّا الثانية فإنتظمت بمقرّ رئاسة الحكومة بالقصبة، وقد أشرف عليهما وزير الصّحة عبد اللّطيف المكّي.

ولعلّ أغلب الصحفيين ووسائل الإعلام التّي تواجدت أمس كانت متابعة لهذا الملف منذ أولى الندوات الصحفية التّي كانت قد أعلنت عنها وزيرة الصّحة السابقة سنية بالشّيخ في نفس الوزارة، وكلّ مدقّق في تفاصيل الوزيرين وطريقة تناولهما لملفّ هذا الوباء العالمي من شأنه أن يُلاحظ جملة من الإختلافات الشاسعة.

عبد اللّطيف المكّي ظهر أمس في قصر الحكومة متردّد وكأنّه تلقّى جملة من المعلومات لتقديمها للإعلام، الوزير كان في حاجة ليعيد بعض الصّحفيين سؤالهم أكثر من مرّة حتّى يظفر بإجابة يبدو أنّه غير متأكّد منها، وإذا ضاق به الأمر يستنجد بمدير الرعاية الصحية بوزارة الصحة الدكتور شكري حمّودة الحاضر معه حتّى يتدخّل في الوقت اللّازم ليفسّر للصحفيين بعض المفاهيم أو المصطلحات العلمية التي من المفروض أن يكون وزير الصحة ملّما بها لاسيما انه سبق وان شغل نفس هذا المنصب…

رغم كون الوزير بدى متعاونا وحاضرا لتقديم إجابة لكلّ الإستفسارات المقدّمة من قبل الصحفيين إلاّ أنّ عدم إلمامه بأدقّ تفاصيل ملف “كورونا” لم يتمكّن من إخفائه فقد غلب على كلامه عبارات كـ”يمكن” ومن الأرجح” والتّي مفادها الإمكانية لا التأكيد في وضع يتطلّب بالضرورة تقديم معلومات مؤكّدة خاصّة فيما يتعلّق ببعض المسائل على غرار السفرات البحرية وحضور الجمهور للملاعب وغيرها.

وهنا يُمكن القيام بمقارنة بسيطة بين الطريقة التّي كانت معتمدة من قبل سابقته سنية بالشّيخ حيث كانت ماسكة بزمام الأمور في كافة النّقاط الإعلامية المقدّمة من قبل وزارة الصّحة وتُشرف بنفسها على التفسير والتحليل لكافة المعطيات، حتّى أنّه في بعض الأحيان يحصل سوء فهم بين الصحفيين وبعض من الإطار الطبّي الحاضر معها فتتدخّل لتهدئة الأمور وإعادتها لنصابها.

سنية بالشّيخ كانت تقدّم معلومات أكيدة بخصوص الوضع الصحّي في تونس فيما يتعلّق بفيروس “كورونا” ووثوقها من معلوماتها كان يبدو جلّيا من طريقة إجابتها عن السؤالات بالدلائل والبراهين، وهو ما تحتاجه وسائل الإعلام خاصّة في ظلّ مثل هذا الوضع الرّاهن، حيث أنّ منصب الوزير وتولّي حقيبة وزارية يتطلّب الإلمام بالقطاع والثقة في النّفس أوّلا قبل الاعتماد على حزب يدفع باتجاه تنصيب قياداته في إطار المحاصصات بين الأحزاب أو في إطار الترضيات داخل الحزب الواحد.