سياسة

تونس: عبد اللّطيف المكّي..ما هكذا تُدار الأزمات سيدي الوزير..!

حضور مكثّف لوسائل الإعلام شهدته وزارة الصّحة مساء أمس الأربعاء 11 مارس 2020، وذلك لتغطية النّقطة الإعلامية الدّورية للوزارة والمُخصّصة لتقديم آخر المُستجدّات للوضع الصحّي في تونس فيما يتعلّق بفيروس “كورونا”، ليطلّ فيما بعد شكري حمّودة،مدير الصحة الأساسية وعضو اللجنة القارة لمجابهة فيروس كورونا، ويقدّم بعض المعطيات المقتضبة والمطابقة تقريبا لما ورد في بلاغ أصدرته الوزارة قبل سويعات.

كلمة حمّودة لم تتضمّن العديد من التفاصيل الدّقيقة التّي طالب بها الصّحفيون كما أنه لم يكن لديه المعلومات الكافية بخصوص بعض النّقاط على غرار إذا ما كان المُصاب القادم من مصر من بين جمهور الترجّي الرياضي التونسي أم لا، وهو ما جعل من مختلف ممثّلي وسائل الإعلام يُطالبون بمزيد من التوضيحات ويستنكرون مثل هذه التصرّفات ولا يُغادرون بهو الوزارة.

وفي ظلّ هذه الأجواء أطلّ وزير الصّحة عبد اللّطيف المكّي فتجمّع حوله الحاضرون علّهم يحضون ببعض الإجابات المقنعة ويتلقّون المعلومة الشافية، خاصّة وأنّ الوضع الصحّي في العالم لا في البلاد التونسية فقط يتطلّب التدقيق من المعلومات المقدّمة، الوزير ومن المفروض أن يكون ملمّا بأدقّ التفاصيل حول أحد أخطر الأوبئة التّي تشهدها تونس منذ سنوات، تحدّث مع الصّحفيين ولم يرفض ذلك لكنّه رفض أن يتمّ تصويره أو تسجيله.

الوزير أصرّ على أن لا تكون تصريحاته مسجّلة أو مصوّرة، حتّى أنّه طلب من إحدى الصحفيات أن تُبعد هاتفها الجوّال، وتعليله في ذلك لا يُمكن أن يتمّ وصفه بكلمة، فقد أفاد بأنّه يتحدّث إلى الصحفيين فقط وفي ذلك الوقت لا يملك المعلومة الدّقيقة والتّي سوف تقدّمها نصاف بن علية مديرة العامة للمركز الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة.

أبسط ضروريات ومسؤوليات الوزير أن يكون ملمّا بكافة المسائل في مثل هذه الأوضاع فمهمّته الأساسية ليست الحديث مع الصّحفيين لمجرّد الدردشة فقط، فوسائل الإعلام لا تتنقّل لتغطية الندوات الصحفية للحديث مع المسؤولين بل لنقل معلومة ومن أبرز الضروريات أن تكون دقيقة ومحيّنة، وهذا ما يجعل من تصرّفات وزير الصّحة عبد اللّطيف المكّي تُثير بعضا من الإستغراب.

حيث أنّه على المكّي أن يكون واع بالظرف الذّي تمرّ به البلاد، أن يكون مدركا لخطورة عدم تقديم المعلومات الكافية من قبل الجهات الرّسمية والذّي يترأّسها، وأن يكون حاضرا أيضا لتقديم تفاصيل التفاصيل حول هذا الملفّ، وأن يعي جيدا أنّه ليس بمثل هذه الطريقة تُدار الأزمات التّي تتطّلب الكثير من الحذر واليقظة والإلمام ليتمكّن الصحفيون من نقل المعلومة الصحيحة في الوقت المُناسب، خاصّة وهو الذّي دعا في أكثر من مرّة وسائل الإعلام إلى التعاون معهم في ظلّ الظروف الرّاهنة!

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى