سياسة

تونس: محمد النّاصر..رئيس حفظ المسار الديمقراطي للدّولة

هو الذّي غلبته العبارت أثناء رثائه لرفيق دربه الرئيس الراحل محمد الباجي قائد السبسي في قصر قرطاج، والذّي وافته المنية في الخامس والعشرين من شهر جويلية الفارط، محمد النّاصر رئيس البرلمان السابق الذّي تولّى رئاسة الجمهورية في نفس اليوم، وذلك وفق ما ينصّ عليه الدّستور التونسي.

النّاصر وإثر ترؤّسه لألاف الجلسات في برلمان باردو خلال العهدة النيابة المنقضية، انتشرت بعض الأخبار حول مرضه وتدهور حالته الصحّية خلال نفس فترة مرض الرّئيس الراحل السبسي إلاّ أنّه أبى إلاّ تلبية نداء واجب الوطن وآداء يمين دستوري تسلّم على إثره سيادة الجمهورية التونسية.

وبقدر حرص محمد النّاصر على حفظ أمانة الدّولة التّي خلّفها له رفيقه الراحل والعمل على المحافظة على المسار الديمقراطي في البلاد التونسية، كان حريصا على أن لا تزيد مدّة رئاسته للجمهورية عن الـ90 يوما المنصوص عليها في دستور الجمهورية، وكان له لذلك حيث عملت الهيئة العليا المستقلّة للإنتخابات على تنظيم انتخابات سابقة لآوانها في دور أوّل يوم 15 سبتمبر ودور ثان بعد أقّل من شهر توسطّتهما انتخابات تشريعية.

انتخابات مارسَ فيها محمّد النّاصر واجبه الوطني كمواطن حيث حرص على المشاركة في الثلاث استحقاقات وأدلى بصوته فيها، كما أشرف على سيرها وحافظ على نزاهتها وشفافيتها كرئيس للدّولة، حيث كانت له جملة من اللّقاءات مع رئيس الهيئة نبيل بفّون تابع من خلال مسار هذا الإستحقاق.

وللإشارة فمحمد النّاصر غير غريب عن السّاحة السياسية التونسية، حيث تولّى رئاسة مجلس نواب الشعب منذ سنة 2014، إثر ما أفرزته الإنتخابات آنذاك من تصدّر حزب “نداء تونس” للنتائج، وهو الذّي كان أبرز زعماء النداء حينها.

والنّاصر أصيل مدينة الجمْ من ولاية المهدية وهو من مواليد 1934، وقد كان فاعلا في الساحة السياسية منذ عهد الحبيب بورقيبة متى تولّى منصب وزير الشؤون الاجتماعية مرتين في فترة السبعينيات وفترة الثمانينيات، حيث كان من بين الوزراء القلائل الذّين تجرأوا على تقديم استقالتهم من منصبهم أثناء فترة حكم بورقيبة وتحديدا سنة 1977 وذلك رغبة منه في تجنّب التّصادم مع اتّحاد الشّغل.

أمّا خلال عهدة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، فشغل محمد النّاصر منصب رئيس البعثة الدائمة لتونس لدى الأمم المتحدة والهيئات الدولية المختصة في جنيف، إلا أنه ابتعد عن المشهد منذ منتصف التسعينيات، ليعود إليه بعد الثورة التونسية حيث أوكلت إايه حقيبة الشؤون الإجتماعية خلال الفترة الفاصلة بين شهري جانفي وديسمبر من سنة 2011 متى كان الباجي قائد السبسي رئيسا للحكومة التونسية.

وبإعتبار كونه كان محلّ ثقة لدى السبسي فقد عيّنه نائبا له كرئيس لحركة “نداء تونس” التّي انتخب نائبا فيها عن دائرة المهدية في الإنتخابات التشريعية التّي انتظمت في الـ26 من شهر أكتوبر سنة 2014 وليختاره حزبه إثر هذه الإنتخابات لترؤّس البرلمان،وهي الخطّة التّي شغلها إلى حين وفاة السبسي.

أمّا عن تكوينه الأكاديمي فالنّاصر متحصّل على الإجازة في الحقوق من معهد الدراسات العليا في القانون بتونس سنة 1956، ثم حصل على الدكتوراه في القانون الاجتماعي سنة 1976 من جامعة السوربون في باريس وهو مرسّم بجدول المحاماة منذ 1978.

 

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى