سياسة

تونس: معرض الصّحافة اليوم الخميس 12 مارس 2020

مع اكتساحها للحياة البشرية … الكورونا تلتهم القيم وتعيد الناس الى عزلتهم..؟” و “الاتحاد العام التونسي للشغل وحكومة الفخفاخ … الاتفاقيات السابقة بالونة الاختبار” و”بسبب الحاجة المتواصلة للاقتراض … انتقادات وتحذير لحكومة الفخفاخ” و “المواطنة المسؤولة“، مثلت ابرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الخميس.
لاحظت جريدة “الصحافة” في مقال بصفحتها الثالثة، أن “فيروس كورونا لم يضرب الحياة البشرية فحسب وانما هو بصدد حصد قيم وأفكار وتبديل وقتل الفكرة الجوهرية لنظام العولمة التي حولت العالم الى قرية صغيرة متشابكة تطلّ فيها الشّعوب على الشّعوب وتتبادل من نوافذها الافكار والمعرفة والفرجة أيضا في نوع من التثاقف غير الممل لتجيئ الكورونا وتفرض نظاما جديدا على البشرية (نظام مؤقت لا نعرف مآلاته الى حدّ الان) بحيث تدربهم على العزلة وعلى الخلاص الفردي وعلى تشييد أسوار شاهقة لعزل الشّعوب والحضارات عن بعضها ولتحويلها إلى كائنات بلا احساس وبلا أخلاق فمثلا لا أحد يدخل أو يخرج من إيطاليا اليوم ما عدا الدخول الافتراضي” مشيرة إلى أنّ “القيادات السياسية في العالم سارعت الى اغلاق كل المنافذ المؤدية الى أوطانها وقد تحولت الى معازل تضم شعوبا بأكملها في انكفاء على ذاتها (أفرادا وشعوبا) فهو عالم جديد بصدد التشكل ومن قيمه الجوهرية الخلاص الفردي حتى وان كان على جثث الاخرين”.

وفي سياق متصل، أشارت “الصباح” في ركنها صباح الخير الى أنّ “كورونا عرت أزمة أخرى أكثر عمقا وفتكا بالبلاد وهي مشكلة العقلية ومحدودية الوعي المواطني لدينا كتونسيين وغياب ثقافة التضامن الى جانب الانانية المفرطة وتغليب الحسابات الخاصة والضيقة على مصلحة المجموعة والمصلحة العليا للوطن” مؤكدة على “ضرورة الاعتراف بأننا بكل هذه الصفات السيئة والعيوب ولعل هذا التشخيص الدقيق لامراض البلاد هو مكمن الداء ومصدر أزمتها الحقيقية وبعلاجه قد نتجاوز كل المحن والاوضاع المزرية في كل المجالات وعلى مختلف الاصعدة سياسيا واجتماعيا واجتماعيا واقتصاديا”.
وبينت أن “حادثة هروب الشيخ من الحجر الصحي وسفره ضاربا عرض الحائط كل المحاذير والمخاطر الممكنة وعدم امتثال الكثير من الحالات الى مقتضيات العزل الذاتي الا عينة من ثقافة اللامسؤولية واللامواطنة السائدة في مجتمعنا” معتبرة أن “ذلك ما يرفع من درجة المخاوف من خروج فيروس كرورنا عن السيطرة لا قدر الله وربما لن تكون اجراءات وزارة الصحة وبقية الوزارات والبلديات قادرة بمفردها على مجابهة الازمة ما لم تترافق مع سلوك مواطني متحضر وواع وما لم يكن الفرد ملما بواجباته قبل حقوقه ففي مثل هذه المحن تختبر الشعوب ومختلف الملل”.

وفي موضوع آخر، أفادت جريدة “الشروق” في ورقة خاصة، “أن تصريحات رئيس الحكومة، الياس الفخفاخ، جوبهت بانتقادات وتحذيرات عديدة من عدة أطراف فاعلة في البلاد على غرار نواب البرلمان واتحاد الشغل اضافة الى المختصين والخبراء” متسائلة “كيف ستتصرف حكومة الفخفاخ ازاء هده المعادلة الصعبة وهل توجد أمامها بدائل؟”.
وأضافت “أن مرد هذه التحذيرات هو اعتبار التداين المفرط للدولة من الخارج أو من البنوك المحلية يدفع بالحكومة حتما الى مواصلة العمل بالاجراءات الموجعة للتونسيين” مشيرة “الى أن الدولة ستكون عند حلول آجال خلاص القروض مضطرة لتوفير الموارد المالية وذلك اما بالتوجه نحو الافراد أو المؤسسات عبر ضرائب اضافية أو اقتطاعات مختلفة من الاجور والمداخيل أو عبر الزيادة في أسعار المحروقات”.
وأبرزت “أن الحكومة ستصبح مضطرة أيضا للتقليص من تدخلاتها في المجال الاجتماعي أو في الخدمات العمومية وهوما يمثل عادة تضييقا على معيشة الناس وعلى جودة الحياة بشكل عام وقد يمهد لغضب شعبي واحتقان اجتماعي ويؤدّي الى تقليص انتاجية ومردودية الفاعلين الاقتصاديين والاقتصاد بشكل عام”.

واعتبرت جريدة “المغرب” في مقال لها، “أن الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل اختارا الذهاب الى منطقة وسطى لتجنب الصدام بينهما في بداية التعاون الذي حدد الاتحاد أبوابه في ملفات قال أمينها العام أنها بالاساس محاربة الفقر ومعالجة أشكال العمل الهش وأنظمة التقاعد والاجر الادنى المضمون”.
وأضافت الصحيفة أنّه “سيقع النّظر خلال الأسبوع المقبل في لقاء يضمّ أعضاء من الحكومة و وفد من المكتب التّنفيذي للاتحاد للنّظر في الاتفاقيات الممضاة بين الجانبين و العمل على وضع التّصورات والحلول الملائمة لفض الاشكاليات العالقة”.
وأشارت “إلى أنّ هذا يعد أول اختبار لما ستكون عليه العلاقة بين الطّرفين فالاتحاد يراهن على دفع الحكومة إل استكمال الاتفاقيات غير المنزلة سواء تلك التي وقع الاتفاق عليها في فترة حكومة الشّاهد أو قبلها ويدفع في اتجاه الزام حكومة الفخفاخ بتطبيق كلّ ما ورثته من اتفاقيات”.
كما بينت “أنّ رفع سقف المطالب هو خطّة الاتحاد لجر الفخفاخ وحكومته إلى التفاوض من منطلق القوة بالنّسبة للمنظّمة التّي نظرت لتصريحات الفخفاخ بأنه سيضع إطارا للتفاوض معها على أنّها محاولة لاحتوائه والتنصل من الاتفاقيات أوالمفاوضات الاجتماعية”، حسب ما جاء بالصحيفة.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى