سياسة

تونس: هل يتجاهل الفخفاخ أنّ النهضة ليست في موقع القوة الذي تقدّم نفسها فيه ؟

رغم أنّ حركة النهضة ما انفكّت تعمل كامل ما بوسعها لكي تظهر في أفضل قوّتها، إلا أنّها في وضع سيء للغاية، لاسيما في أعقاب مساعيها المحمومة للتحكم في كل كبيرة وصغيرة تهمّ تشكيل حكومة إلياس الفخفاخ.

ويبدو أنه بدفعها إلى الحد الأقصى لنسق التهديدات التي وصلت حدّ إعلان انسحابها من حكومة الفخفاخ والتلويح بعدم منحها الثقة في البرلمان، فإن النهضة تلعب بالنار التي قد تحرقها.. حيث وجدت نفسها محاصرة، لأنّ مساعيها اصطدمت بالرئيس قيس سعيد الذي عبّر عن انزعاجه ممّا يحدث، وأعلن أنه لن يتردّد في حل البرلمان، إذا واصلت الحركة تصرّفها على هذا النحو.

وهذا هو بالضبط السيناريو الذي تريد النهضة تجنبه بأي ثمن… فهي حتما لا تريد تصوّر نفسها تحت رحمة قيس سعيد، وأمام برلمان منحل، ورئيس جمهورية يحكم منفرداً مع رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد..

النهضة تعي جيدا أنه في هذه الحالة، فإن سعيّد سوف يناور كما يشاء من خلال تطبيق القانون الذي سيؤدي إلى عديد الاعتقالات.. وأنه سيكون حراً في فتح الملفات التي تؤذيها، وتنكشف بذلك القضايا التي تم التغافل عنها طيلة سنوات..

ولهذا السبب، لن تستطيع النهضة الانسحاب من حكومة الفخفاخ ولن تجرؤ على عدم منحها الثقة في البرلمان، حتى لو كان ذلك يعني العمل على إسقاطها لاحقًا.

ومع ذلك، فإن المشكل اليوم لا يتمثل في استمرار النهضة في إنتاج أفلامها، بل والأسوأ من ذلك ، أنها نجحت في جعل الجميع يصدقون خزعبلاتها، وعلى رأسهم الفخفاخ، حيث استطاعت التفاوض ببراعة وحصلت على ما تريد وحتى على ما لم تكن تتوقع الحصول عليه، وذلك بفضل لعبتها المخادعة التي لا يُقدم عليها أكثر لاعبي البوكر جرأة..

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى