سياسة

تونس: يبدو أنّه كان على الفخفاخ أن يحتفظ لنفسه بالقلم الذّي أهداه للشاهد …

يوم تسليم وتسلّم رئاسة الحكومة في قصر الضيافة بقرطاج، دخل رئيس الحكومة الذّي نال ثقة نوّاب البرلمان بثقة كبيرة في النّفس وقد شدّد في  خطابه أنّه تسلّم رئاسة الحكومة حتّى يبقى في المنصب لا حتّى يُغادره، موجّها كلامه لسابقه يوسف الشاهد.

الفخفاخ لم يوجّه هذه الرّسالة فقط للشاهد، فلعلّ المنتبه لخطابه والمتمعّن فيما خلف سطور ما كتبه في الورقة التّي قرأ التّي وضعت أمامه خلال تسلّمه للسلطة من شأنه أن يكتشف أنّ الهدف الأساسي للفخفاخ في ذلك اليوم بالغ الأهميّة هو توجيه رسائل مبطّنة للشاهد، على غرار قدرته على تحمّل المسؤولية وتمسّكه بالعمل اليد في اليد مع رئيس الدّولة قيس سعيّد، وهو الذّي لا يفوّت فرصة للتفاخر بأنّ الإختيار وقع عليه من قبل رئيس الدّولة لهذا المنصب.

في حركة قد تبدو نبيلة لو لم يُعّلق عليها الفخفاخ بكلام لا يعني شيئا، قدّم للشاهد في نهاية خطابه هديّة هي عبارة عن قلم قال له:”هو ليس لتكتب به مذكّراتك لأنّ الوقت مازال مبّكرا على ذلك..بل حتّى تدوّن به الأفكار التّي قد تجوب برأسك بخصوص الوضع في البلاد وترسلها لي”، لكن في حقيقة الأمر ووفق ما تمّت مُعاينته منذ تولّي الفخفاخ منصبه وحتّى اللّحظة فقد كان من الأجدر به أن يحتفظ بالقلم لنفسه…

فهذه الهدية قد يحتاجها رئيس الحكومة التونسية حتّى يُدوّن بها ولو بعض الملاحظات الخاصّة بمُتابعة الوضع الصحّي على الأقل في البلاد، فبعد أن ضرب فيروس “كورونا” أغلب دول العالم، وصل تونس وتمّ تسجيل أولى الحالات منذ أكثر من أسبوع إلى جانب وضع المئات في الحجر الصحّي، لتعلن وزارة الصّحة رسميا أمس ارتفاع عدد المُصابين إلى خمس حالات، وفي ظلّ هذا الوضع يتواصل توافد عدد هام من التونسيين العائدين من ايطاليا بإعتبارها ثاني أكثر الدّول المتضرّرة من هذا الفيروس بعد الصّين.

لكن في ظلّ كلّ هذه الظروف التّي أقلّ ما يُفال عنها إنّها خاصّة،لم نُشاهد تصريحا أو تدخّلا أو حتّى مُتابعة لهذه الأوضاع المستجدّة من قبل رئيس الحكومة الفخفاخ واقتصر على تصريح تمّ تداوله كثيرا لأنّه يُعتبر مهمّا أيضا بالنّسبة للتونسيين، حيث أفاد بأنّ أجور الوظيفة العمومية مهدّدة في ظلّ الأوضاع الإقتصادية التّي تعيشها تونس، وهو تصريح أثار جدلا كبيرا في وسائل التواصل الإجتماعي.

الصّفحة الرّسمية لرئاسة الحكومة وهي محلّ متابعة من قبل الصحفيين ووسائل الإعلام، المنشورات فيها المتعلّقة بمتابعة “فيروس كورونا” وآخر مستجدّاته في تونس تمثّلت في فيدوهات الندوات الصحفية لوزير الصّحة فقط ومنذ أكثر من أسبوع اقتصرت منشورات هذه الصّفحة على زيارات الفخفاخ واستقبالاته والتهاني التّي تلقاها بمناسبة تولّيه منصب رئاسة الحكومة، حيث أنّ الفخفاخ وفريقه الإتّصالي معجبين جدّا بفعل “استقبل وأمثاله” أو يعتبرون أنّ هذه الأنشطة أهمّ من متابعة الوضع الصحّي الراهن في البلاد.

ولمجموعة هذه الأسباب المذكورة،فقد كان على الفخفاخ أن يحتفظ بالقلم الذّي اختاره هدية للشاهد لنفسه، علّه يُساعده في العمل وفي تدوين بعض الأخبار المهمّة والخاصة بالبلاد أو حتّى على كتابة تاريخ يُعلن فيها عن ندوة صحفية لتقديم بعض المستجدّات الخاصة بالوضع الوبائي لفيروس “كورونا” المستجدّ، فصحيح أنّ هذا الفيروس صحّي ومن مشمولات وزارة الصّحة واطاراتها إلاّ أنّ خطورته تستوجب ضرورة تدخّل رئيس حكومة البلاد.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى